ذكر الموت في كلام الامام علي (ع)

2024.03.28 - 09:52
Facebook Share
طباعة

  قال أمير المؤمنين وسيد الواعظين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، حريّ بمن هو موقن بموته، وبمفارقته لأحبابه، ومواجهته للحساب، أن يقطع أمله بالدنيا، وأن يتّجه إلى حسن العمل، والتوجّه إلى ما ينفعه بعد الموت:

"من علم أنه يفارق الأحباب، ويسكن التـراب، ويواجه الحساب، كان حرياً بقطع الأمل، وحسن العمل، فاذكروا رحمكم الله قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}"([1]).
 
وقال واعظاً النّاس، إن كان ينفع أحدٌ البحث عن الخلود، لكان نبي الله سليمان أحقّ بذلك، فلقد جنّدت له الجن والإنس، لكن حين جاءه الأجل خلّى مكانه لغيره، ثمّ يسأل عليه السلام، أين الفراعنة والجبابرة وأصحاب الجبروت، والقادة العظام؟ فعلينا أن نتعظ:

"ولو أن أحداً يجد إلى البقاء سلَّماً أو إلى دفع الموت سبيلاً، لكان ذلك سليمان بن داود الذي سخر له ملك الجن والإنس مع النبوة وعظيم الزلفة، فلما استوفى طعمته([2]) واستكمل مدته رمته قسي الفناء([3]) بنبال الموت([4])، وأصبحت الديار منه خالية، والمساكن معطلة، وورثها قوم آخرون، وإن لكم في القرون السالفة لعبرة، أين العمالقة وأبناء العمالقة، أين الفراعنة وأبناء الفراعنة، أين أصحاب مدائن الرسّ([5]) الذين قتلوا النبيين، وأطفأوا سنن المرسلين، وأحيوا سنن الجبارين، أين الذين ساروا بالجيوش وهزموا بالألوف وعسكروا العساكر ومدنوا المدائن"([6]).



[1] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٣٧١٧.
[2] أنهى ما قسك له من طعام. وهي كناية عن انتهاء الأجل.
[3] القسي: القوس التي ترمي سهام النّشاب.
[4] سهام.
[5] مدينة النبي شعيب.
[6] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٠ - الصفحة ٩٢.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى