اصلاح الحكم في كلام الامام علي (ع)

2024.02.17 - 03:06
Facebook Share
طباعة

  من أين يبدأ الإصلاح؟ هل يكون الإصلاح من الحكام أم من الشعوب؟

وعند الإجابة عن هذه التساؤلات نقول إن المسؤول الأول هو الحاكم بدليل قول الامام علي (ع) :
(إِذَا تَغَيَّرَ السُّلْطَانُ تَغَيَّرَ الزَّمَانُ).
ففي هذا تنبيه على أن تغير السلطان في رأيه ونيته وفعله في رعيته من العدل إلى الجور يستلزم تغير الزمان عليهم إذ يغير من الإعداد للعدل إلى الإعداد للجور لأنه المسؤول الأول والأخير في إصدار الأحكام لأن تغيره هنا، عبارة عن زيادة ظلمه وشره، وتغير الزمان عليه وعلى رعيته عقوبة له.

إن إختيار المسؤولين يتحمل مسؤوليته الحاكم لاختياره ويذكر الإمام عليّ (ع) لمالك الأشتر النخعيّ لمّا ولاّه على مصر حيث قال: ((إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً، ومَنْ شَرِكَهُمْ فِي الآثَامِ فَلَا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً، فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الأَثَمَةِ وإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ...)).
فمن شروط العدالة التي ذكرت في خطبة الامام علي (ع): (وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ اَلْوَالِي عَلَى اَلْفُرُوجِ وَاَلدِّمَاءِ وَاَلْمَغَانِمِ وَاَلْأَحْكَامِ وَإِمَامَةِ اَلْمُسْلِمِينَ اَلْبَخِيلُ فَتَكُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ وَلاَ اَلْجَاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ وَلاَ اَلْجَافِي فَيَقْطَعَهُمْ بِجَفَائِهِ وَلاَ اَلْحَائِفُ لِلدُّوَلِ فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ وَلاَ اَلْمُرْتَشِي فِي اَلْحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ ويَقِفَ بِهَا دُونَ اَلْمَقَاطِعِ وَلاَ اَلْمُعَطِّلُ لِلسُّنَّةِ فَيُهْلِكَ اَلْأُمَّةَ)
لذلك على الحاكم المصلح أن يكون محصناً بكل وسائل القوة والقدرة وحسن السياسة وهذا ما ورد في نهج البلاغة: (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا الأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْه، وأَعْلَمُهُمْ، بِأَمْرِ الله فِيه، فَإِنْ شَغَبَ شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ فَإِنْ أَبَى قُوتِلَ..)
فالذي يبعث الفساد والشغب في خراب الدولة وممتلكاتها إن كان من الوزراء أو من الشعب لابد من ردعه ومنعه وهذا إن دل على شيء إنما يدل على إقامة العدل.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى