التواضع والزهد في كلام الامام علي (ع)

2024.02.17 - 03:06
Facebook Share
طباعة

  عُرف عن الامام علي (ع) زهده وتواضعه، حتى شهد بذلك أنصاره وأعداؤه، إذ عاش حياته الكريمة مبتعدًا عن ملذات الدنيا ، ولم يميز نفسه عن أي مواطن فيها، بل على العكس كان يعيش معيشة أفقر من فيها يقول (عليه السَّلَام): ولَوْ شِئْتُ لَاهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هَذَا

الْعَسَلِ - ولُبَابِ هَذَا الْقَمْحِ ونَسَائِجِ هَذَا الْقَزِّ - ولَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ - ويَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأَطْعِمَةِ - ولَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَه فِي الْقُرْصِ - ولَا عَهْدَ لَه بِالشِّبَعِ - أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى - وأَكْبَادٌ حَرَّى أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ -
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة*** وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ: هَذَا إمامهم، ولَا أُشَارِكُهُمْ فِي مَكَارِه الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ - فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ.
الامام علي (ع) يشارك الرعية في ما يتعرضون إليه من جوع أو عطش وغيرها، بل لا بد له أن يكون أولهم في ذلك، ومما يقوله: (وَاللهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا، وَلَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ: "أَلاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ؟" فَقُلْتُ: "اغْرُبْ عَنِّي، فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى).
والحديث في هذا النص عن مِدرعة الإمام (ع) والمِدرعة هي جبة من صوف الذي كان يرتديه الامام علي (ع) وهو صاحب أعلى منصب في الدولة آنذاك، وبيده بيت المال، إضافة لما يملك هو، فيتحدث عن الوضع الذي كان يعيشه الإمام (ع), والحالة التي كان عليها, وما يلفت النظر هو سؤال ذلك الشخص الذي طلب من الإمام (ع) أن يترك ذلك الثوب المرقع كثيرا، فقال: (أَلاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ؟)، فكان جواب الإمام (ع) فيه نوع من التعنيف والزجر، بقوله: (فَقُلْتُ: اغْرُبْ عَنِّي، فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى)؛ أجاب: فعند الصباح يحمد القوم السرى وهو إشارة الى زهده ، وقوله: (فَعِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى وهو مثل يضرب لمن احتمل المشقّة عاجلا لينال الرّاحة آجلا).

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى