الزهد في كلام الامام علي (ع)

2023.11.14 - 11:16
Facebook Share
طباعة

  الزاهد هو الشخص الذي امتلك القوة والإرادة ليقف عند حدود ما يريد من هذه الدنيا، فلا يسعى فيها لإحراز مال، أو منصب، أو جاه وعز، وقد كان الإمام عليّ (عليه السلام) من أزهد الزاهدين في الدنيا، ولذا ورد أن علياً (عليه السلام) كان أزهد الناس بعد رسول الله ”صلى الله عليه وآله” وكل من مارس الزهد في حياته، أخذ عنه بعضاً مما كان عليه من هذا الخلق الرفيع. كان لا يشبع من طعام قط، وكان أخشى الناس في المأكل والملبس. يقتات على فتات خبز الشعير، ولقيمات يقمن صلبه، وللإمام عليّ (عليه السلام) في الزهد كلام نذكر منه:

"أما بعد، فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه، فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحاً، وما فاتك منها فلا تأسَ عليه جزعاً، وليكن همك في ما بعد الموت([1])".
وفي نص آخر في الزهد يقول (عليه السلام):
"ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه "ثوبين باليين" ومن طعامه بقرصيه([2])".
وقال: "لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني في طمعي إلى تخير الأطعمة، أأقنع من نفسي أن يقال هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر، فما خُلقت ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة المربوطة همها علفها([3])".


[1] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٢٠.
[2] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٧٠.
[3] جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج ٢٣ - الصفحة ٢٧٣.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى