حكم للإمام عليّ (عليه السلام)

2023.11.09 - 09:16
Facebook Share
طباعة

  قال (عليه السلام): لكل شيء في هذا الدنيا حالتان، الإقبال والإدبار، وهذا من القوانين الكونيّة التي لا تغيير فيها، فاحذر يا ابن آدم أن تتعلّق بشيء مقبلٍ إليك، لأن مصيه الذهاب من بين يديك، وما أن ذهب فلا رجعة له:

"لِكُلِّ مُقْبِلٍ إِدْبَارٌ وَمَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ"([1]).
وَقَالَ (عليه السلام): إنّ الصبور يمتلك ما يريد في النهاية، فالزمن عاملٌ يساوي صفر إذا أنت أحسنت التعامل معه، وامتلكت اليقين بالله، وبعطاءه:
"لَا يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ"([2]).
وَقَالَ (عليه السلام): لكل فعل وجهان، تنفيذي وآخر تقريري، فالذين نفّذوا أمراً شائناً تجرّؤوا على ذلك لعلمهم بأن لا أحد سيعارضهم، وهذا هو الشّق التقريري، فالويل كل الويل للمجتمع الذي تموت فيه المعارضة، وهنا يؤكّد الإمام، أن التقرير والرّضى بالأفعال المشينة، هو اشتراك بها، ولأصحاصبه نصيب من إثمها، لأنّهم لم يساهموا في تعريتها ورفض تكرارها:
"الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ"([3])
وَقَالَ (عليه السلام): عليكم أيها النّاس أن تلتمسوا العهود عند أهلها، فلا يمكنك أن تأتمن فاسداً، أو مجرماً، أو منافقاً، ثم تشتكي أنّه خانك، عليك إذاً أن تبحث عن أهل الذمّة والصدق والوفاء، وتعاقدهم:
"اعْتَصِمُوا بِالذِّمَمِ فِي أَوْتَادِهَا"([4])
وَقَالَ (عليه السلام): على أهل الدين أن يُطيعوا إمامهم الأصيل المنصّب من قبل الله تعالى، فإنّ معذرتهم أو عذرهم بأنّهم لا يعرفونه، أو لم يسمعوا بلزوم طاعته لا يُنجيهم من المسائلة:
"عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لَا تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ"([5])
وَقَالَ (عليه السلام): إن من يُردْ الرؤية يرَ، ومن يُردْ الهداية يهتدِ، ومن يُردْ السّمع يسمعْ، فلا شيء يعيق ذلك أكثر من رفض الرؤية، أو الهداية، أو الاستماع:
"قَدْ بُصِّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ وَأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ"([6])
وَقَالَ (عليه السلام) إن أجمل تصرّف توصل فيه عتبك لأخيك هو زيادة إحسانك له، فإنّ ذلك بلا شكّ سيجعله يراجع نفسه بخصوص تعامله معك، وسيجنبكما استفحال الخلاف، وإذا أردت أن تكتفي شرّ غضبه، وردود فعله، فما عليك إلا أن تتكرّم وتتفضّل عليه بالإنعام، فيكون لك نعم الولي، ونعم الأخ المحب:
"عَاتِبْ أَخَاكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالْإِنْعَامِ عَلَيْهِ"([7]).
وَقَالَ (عليه السلام) من الخطأ أن يضع المرء نفسه موضع الشبهة، لأن ذلك مدعاة لأن يتهمه النّاس، فإذ حصل ذلك، فليس من حقه أن يلومهم، فهو الذي حملهم على إساءة الظنّ به:
"مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ"([8]).
وَقَالَ (عليه السلام) في صفات الملوك، أنّهم حتماً سيستأثرون بالملك على شعوبهم، ولن يتركوا مناصبهم إلا بالموت، وهذه صفة في الإنسان يصعب مخالفتها:
"مَنْ مَلَكَ اسْتَأْثَرَ"([9]).
وَقَالَ (عليه السلام) إنّ استبداد المرء برأيه مهلكة، وكما تحبّ أن تشارك الآخرين في مشاريعك التجاريّة، فتزيد بذلك رأسمالك وتقوّي مقدرتك الاقتصاديّة، فإن مشاورة الآخرين، والحصول على العديد من الآراء يرفع من مقدرتك الفكريّة، ويجنّبك الخطأ:
"مَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا"([10]).
وَقَالَ (عليه السلام) على الإنسان أن يكتم ما لا يجبّ أن يعرفه النّاس، فطالما أنّه صان سرّه، سيكون دائماً الخيار بيديه لإنجاز ما يخطط له:
"مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ بِيَدِهِ"([11]).
وَقَالَ (عليه السلام) لطالما صنّف أمير المؤمنين الفقر على أنّه آفة المجتمع الكبرى، فتارةً يتمنى أن يكون رجلاً ليقتله ويخلّص المجتمع من آثاره، وتارة يصفه بأنّه أشدّ أنواع موت المجتمعات وتخلّفها عن الحضارة:
"الْفَقْرُ الْمَوْتُ الْأَكْبَرُ"([12]).
وَقَالَ (عليه السلام) إذا أنت باديت من أكل حقك، بصون حقّه، فحري بهذا المفرّط لحقوق النّاس أن يصبح خادمك، وأن تصبح سيّده، لأنّك جازيته بالصون، وقد ابتدأك بالتفريط:
"مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لَا يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَّدَهُ([13])"([14]).
وَقَالَ (عليه السلام) أنّه لا يمكن أن يُطاع مخلوقٌ -كائناً من كان- بمعصية، فالله أولى أن يُطاع:
"لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ"([15]).


[1]  نهج البلاغة – ج1 – ص 499.
[2]  نهج البلاغة – ج1 – ص 499.
[3] نهج البلاغة – ج1 – ص 499
[4] نهج البلاغة – ج1 – ص 499
[5] نهج البلاغة – ج1 – ص 499.
[6] نهج البلاغة – ج1 – ص 499.
[8] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
[9] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
[10] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
[11] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
[12] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
[13] اتّخذه عبداً.
[14] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
[15] نهج البلاغة – ج1 – ص 500.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى