خطبة الامام علي (عليه السلام) عن بديع خلق الله الخالق وقهره مخلوقاته

2023.11.02 - 10:14
Facebook Share
طباعة

  قال الامام علي (عليه السلام):

"الْحَمْدُ للهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَة، الْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّة([1])، الَّذِي لَمْ يَزَلْ قَائِماً دَائِماً; إِذْ لاَ سَمَاءٌ ذَاتُ أَبْرَاج، وَلاَ حُجُبٌ ذَاتُ إِرْتَاج([2])، وَلاَ لَيْلٌ دَاج([3])، وَلاَ بَحْرٌ سَاج([4])، وَلاَ جَبَلٌ ذُو فِجَاج([5])، وَلاَ فَجٌّ ذُو اعْوِجَاج، وَلاَ أَرْضٌ ذَاتُ مِهَاد([6])، وَلاَ خَلْقٌ ذُو اعْتِماد([7])، ذلِكَ مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ([8]وَوَارِثُهُ، وَإِلهُ الْخَلْقِ وَرَازِقُهُ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ دَائِبَانِ([9]) فِي مَرْضَاتِهِ: يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيد، وَيُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيد.قَسَمَ أَرْزَاقَهُمْ، وَأَحْصَى آثَارَهُمْ وَأَعْمَالَهُمْ، وَعَدَدَ أنْفاسَهُمْ، وَخَائِنَةَ أعْيُنِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ مِنَ الضَّمِيرِ، وَمُسْتَقَرَّهُمْ وَمُسْتَوْدَعَهُمْ مِنَ الأرْحَامِ وَالظُّهُورِ، إِلَى أَنْ تَتَنَاهَى بِهِمُ الْغَايَاتُ.هُوَ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ([10])، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لأوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ([11])، قَاهِرُ مَنْ عَازَّهُ([12])، وَمُدَمِّرُ مَنْ شَاقَّهُ([13])، وَمُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ([14])، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ"([15]).


[1] دون تمهّل أو مراجعة.
[2] تغلق على بعضها فتمنع الرؤية والمرور.
[3] مظلم.
[4] ساكن.
[5] طرق وممرات بين الجبال.
[6] سهل منبسط.
[7] كل الخلق متكامل مربوط ببعضه بحكمة خلاق عظيم.
[8] خلقه من العدم، من غير سابق مثيل أو نموذج أولي.
[9] مجتهدان في الحركة دون توقف.
[10] يأخذهم بالحلم فلا حساب فورياً، عسى أن يندموا ويتوبوا.
[11] يقبل توبة التائبين في عزّ غضبه عليهم.
[12]  من نافسه بالعزّة.
[13] تحدّاه.
[14] ناوأه، أي عاداه.
[15] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٦ - الصفحة ٣٩٢.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى