خطبة رقم (62) للامام علي (ع) : وفيها يحذر من فتنة الدنيا

2023.09.24 - 10:47
Facebook Share
طباعة

  يقول أمير المؤمنين (عليه السلام)، في وصف الدنيا، إن الدنيا دار لا يُنجى من شرّها إلا وأنت فيها، فإذا غادرتها حاملاً معك ذنوبك فقد هلكت، أمّا إذا تداركت نفسك وأنت فيها فكفّرت عن ذنوبك وتبت نجوت، ولا تستطيع أن تأخذ منها معك شيئاً إلى أخراك إلا حوسبت عليه، أما إذا أخذت منها لأخراك فإنّك حتماً ستلاقيه حسناً وستعيش فيما قدّمته لغدك. الدنيا عند أهل الحكمة والعقل، كالظلّ تراه ممتداً تركن إليه، ولكنه بعد قليل سينكمش وتلفحك الشمس:

"أَلاَ وإنَّ الدُّنْيَا دَارٌ لاَ يُسْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ فِيهَا، وَلاَ يُنْجَى بِشَيْء كَانَ لَهَا، ابْتُلِيَ النَّاسُ بِهَا فِتْنَةً، فَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لَهَا أُخْرِجُوا مِنْهُ وَحُوسِبُوا عَلَيْهِ، وَمَا أَخَذُوهُ مِنْهَا لِغَيْرِهَا قَدِمُوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا فِيهِ; فَإِنَّهَا عِنْدَ ذَوِي الْعُقُولِ كَفَيْءِ الظِّلِّ، بِيْنَا تَرَاهُ سَابِغاً([1]) حَتَّى قَلَصَ([2])، وَزَائِداً حَتَّى نَقَصَ"([3]).
 


[1]تاماً كاملاً ممتداً.
[2] تقلّص وانكمش.
[3] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٤٠.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى