قال الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام):
"فَاعْمَلُوا وَالْعَمَلُ يُرْفَعُ، وَالتَّوْبَةُ تَنْفَعُ، وَالدُّعَاءُ يُسْمَعُ، وَالْحَالُ هَادِئَةٌ، وَالاْقْلامُ جَارِيَةٌ. وَبَادِرُوا([1]) بِالأعْمَالِ عُمُراً نَاكسِاً([2])، أَوْ مَرَضاً حَابِساً([3])، أَوْ مَوْتاً خَالِساً([4])، فَإِنَّ الْمَوْتَ هَادِمُ لَذَّاتِكُمْ، وَمُكَدِّرُ شَهَوَاتِكُمْ، وَمُبَاعِدُ طِيَّاتِكُمْ([5])، زَائِرٌ غَيْرُ مَحْبُوب، وَقِرْنٌ([6]) غَيْرُ مَغْلُوب، وَوَاترٌ([7]) غَيْرُ مَطْلُوب([8])، قَدْ أَعْلَقَتْكُمْ حَبَائِلُهُ([9])، وَتَكَنَّفَتْكُمْغَوَائِلُهُ([10])، وَأَقْصَدَتْكُمْ مَعَابِلُهُ([11])، وَعَظُمَتْ فِيكُمْ سَطْوَتُهُ، وَتَتَابَعَتْ عَلَيْكُمْ عَدْوَتُهُ([12])، وَقَلَّتْ عَنْكُمْ نَبْوَتُهُ([13])، فَيُوشِكُ أَنْ تَغْشَاكُمْ دَوَاجِى ظُلَلِهِ([14])، وَاحْتِدَامُ([15]) عِلَلِهِ، وَحَنَادِسُ([16]) غَمَرَاتِهِ([17])، وَغَوَاشِي سَكَرَاتِهِ([18])، وَأَلِيمُ إِرْهَاقِهِ، وَدُجُوُّ أَطْبَاقِهِ([19])، وَجُشُوبَةُ([20]) مَذَاقِهِ; فَكَأَنْ قَدْ أَتْاكُمْ بَغْتَةً، فَأَسْكَتَ نَجِيَّكُمْ([21])، وَفَرَّقَ نَدِيَّكُمْ([22])، وَعَفَّى آثَارَكُمْ([23])، وَعَطَّلَ دِيَارَكُمْ([24])، وَبَعَثَ وُرَّاثَكُمْ([25])، يَقْتَسِمُونَ تُرَاثَكُمْ([26])، بَيْنَ حَمِيم([27]) خَاصٍّ لَمْ يَنْفَعْ، وَقَرِيب مَحْزُون لَمْ يَمْنَعْ، وَآخَرَ شَامِت لَمْ يَجْزَعْ"
([28]).
[3]- مرض حابس، أي مانع من متابعة الأنشطة الاعتيادية.
[4]- يأتي خلسة، أي متخفياً، غير منظور.
[8]- لا أحد يستطيع الانتقام منه.
[10]- غلّفتكم مصائبه ودواهيه.
[11]- توجّهت نصال أسهمه نحوكم.
[12]- تكررت اعتداءاته عليكم.
[13]- لم يضعف عنكم أبداَ، ولم يخطئكم بضربة.
[14]- تكاد تغطيكم ظلمة ظلاله.
[18]- سكرات عذابه التي تغشاكم وتلبسكم كاللباس.
[21]- أسكت من كان يتكلم منكم.
[26]- يتقاسمون ما تركتم ورائكم من أملاك وحاجيات كانت أعزّ عليكم مما في أيديكم.
[27]- محبٍ حميم لا يستطيع فعل شيء لكم.
[28]- شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ٥.