يفرد امير المؤمنين الكثير من التنبيه في خطبه لآفة البخل، إذ يقول (عليه السلام) في ذم البخل:
"الْبُخْلُ جَامعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ، وَهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بهِ إِلَى كُلِّ سُوء"([1])
والتقتير على النفس، والعيال يتجلّى في مظاهر عدّة، أهمّها: الظهور بمظهر البائس المُعدم، وفي هذا مخالفة لدين الله، الذي يدعونا أن نُظهر نعمة الله علينا، لا أن نخفيها تحت مظاهر مصطنعة. يقول الله تعالى: {وأمّا بنعمّة ربّك فحدّث}([2]). والحسد الذي يتآكل البخيل على الآخرين الذين يتنعّمون بخيرات الله، بينما هو يحرم نفسه منها، الحقد على من يذكّره ببخله. أو يحثّه على الإنفاق، الضّعة وبذل المهجة مقابل الحصول على إعفاءات من الدّفع.
إذاً فالبخل هو المقود لرذائل الخصال، التي يهون معها كلّ شيء في سبيل الحفاظ على المال، وفي النهاية، ما الذي يحصل؟ يبقى هذا المال للمواريث، لكن صاحبه مضى بائساً لم ينتفع بماله، ولم ينفع مجتمعه من دورة المال، فخسر بذلك دينه ودنياه وآخرته.
[1]- شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣١٦.
[2]- سورة الضّحى: الآية 11.