نموذج للتحلي بالصفات الأخلاقية عند الامام علي (عليه السلام)

2023.08.17 - 02:05
Facebook Share
طباعة

 قال الامام علي (عليه السلام):

"بكثرة الصمت تكون الهيبة، وبالنَصَفَة يكثر المواصلون، وبالإفضال تعظم الأقدار، وبالتواضع تتم النعمة، وباحتمال المؤن يجب السؤدد، وبالسيرة العادلة يُقهر المناوي، وبالحلم عن السفيه تكثر الأنصار عليه"([1]).
أجمل أمير المؤمنين (عليه السلام)، الكثير من الصّفات المثاليّة في سطرين من كلامه الشريف، سطرين يعادلان الالتحاق بأكاديميّة متخصصة بمحاسن الأخلاق، وذلك من خلال الدعوة للتحلي بالصفات الأخلاقية التالية:
1 - الصمت: السكوت مالم يكن الكلام ضروريّاً ومفيداً، وهذا الأمر فيه دواءٌ لكثير من الحالات الاجتماعية، فكثرة الكلام قد تسبب آلامًا ومشاكل للمتكلم، وللغير. والصمت أيضاً منجاة من الخَطَر، الذي يكون أحياناً جزاءً لكلام بلا طائل. والصمت موجب لقلة الخطأ؛ لأن كثرة الكلام تجر للخطأ بطريقةٍ أو بأخرى.
2 - النَصَفَة: بمعنى الإنصاف والعدل، وهو مطلب عام يبحث عنه الجميع، ولو أن البعض يطالب به، ولكن لا يمارسه تجاه الآخرين، فالدعوة هنا إلى الإنصاف والعدل للجميع، وفي مواجهة الجميع، لأن ذلك يحقق الأمان والاستقرار، فتقل فرص وقوع الظلم.
    3 - الإفضال: وهو (الإحسان الواصل إلى الغير)، والأقدار: جمع القدر: (الشأن)، إن الإحسان يحتل موقعًا مهمًا في القلوب ويعلو شأن الإنسان المحسن ويكثر محبوه وموقروه. فالدعوة منه (عليه السلام) إلى الإحسان ليعم انفتاح البعض على البعض الآخر. ويكون كل من فاعل الإحسان ومتلقيه منتفعًا؛ فإن الفاعل للإحسان يزداد احترامه وتوقيره. وكذلك الواصل إليه الإحسان ينتفع بوصول الإحسان اليه.
    4 - التواضع: وهو (ضد التكبر)، صفة مطلوبة محبوبة تساعد على تكوين الشخصية الاجتماعية؛ لأن تعويد النفس على احترام الآخرين، وتوقيرهم والتعامل معهم بطيب، يؤثّر أثرًا بالغًا في نفوسهم، بعد أن وصل إلى قلوبهم بالتقدير والتوقير.
5 - المؤن جمع المؤنة: (القوت، ويقصد به هنا حمل الأعباء بمسؤوليّة)، السؤدد (كَرَم المنصب، السيادة،)، فإذا كان الإنسان مسؤولاً بحق، أوجب ذلك أن يُعترف له بالجميل، وحسن الصنيع، فيكون محلًا للثقة والاحترام والمتابعة؛ ويعلي ذلك قدر صاحبه، ويرتفع به حتى يجعله مسموع الكلمة، وفي هذا عزة اجتماعية وكرامة.
6 – (السيرة العادلة): إنّ التعامل الطيّب والسيرة الحسنة، يكسبان الإنسان إخوانًا ومحبين، مما يساعده على تحقيق أمانيه، فلا بد من التحلي بالسيرة الحسنة مع الناس؛ لتكثير الأنصار والمحبين.
7 – الحلم: (أول عوض الحليم من حلمه، أنّ الناس أنصاره على الجاهل)، "أي المسيء بغير بيان" وتكمن أهمية التغاضي عن إساءة الآخرين والسيطرة على الغضب، وعدم إنزال العقوبة مع القدرة التامّة عليها، في أنّ الناس يتحولون إلى مدافعين عن الحليم من أذى المعتدي.


[1]- شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٤٨.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى