العمل الجماعي والتعاون في كلام الامام علي (ع)
يلاحظ في نهج الإمام علي (عليه السلام)، حثه أفراد المجتمع على التعاون، وعدم الفرقة، والتمسّك بالجماعة، وذلك وفق ما أُثر عنه في نهج البلاغة من خطب وأقوال متعددة، منها قوله (عليه السلام):
"إِنَّ الشَّيْطَانَ يُسَنِّي([1]) لَكُمْ طُرُقَه - ويُرِيدُ أَنْ يَحُلَّ دِينَكُمْ عُقْدَةً عُقْدَةً، يُعْطِيَكُمْ بِالْجَمَاعَةِ الْفُرْقَةَ - وبِالْفُرْقَةِ الْفِتْنَةَ"([2])
وهنا يحذر الإمام علي (عليه السلام)، بأن الفرقة هي مما يحسّنه الشيطان ويسهّله على العباد، إياكم والغفلة من عواقبها ونتائجها، ألا وهي الوقوع بالفتنة.
وفي كلام آخر يؤكد الإمام علي (عليه السلام) لزوم الجماعة فيقول:
"وَالْزَمُوا مَا عُقِدَ عَلَيْهِ حَبْلُ الْجَمَاعَةِ"([3]).
من هنا نلحظ أهمية الجماعة، والعمل كفريق واحد، وضرورة بذل الجهد من أجلِ تحقيق التعاون والتماسك بين أعضاء فريق العمل الواحد. يوضح ذلك قول الإمام علي (عليه السلام):
"وَلَيْسَ امْرُؤٌ وإِنْ عَظُمَتْ فِي الْحَقِّ مَنْزِلَتُه - وتَقَدَّمَتْ فِي الدِّينِ فَضِيلَتُه - بِفَوْقِ أَنْ يُعَانَ عَلَى مَا حَمَّلَه الله مِنْ حَقِّه - ولَا امْرُؤٌ وإِنْ صَغَّرَتْه النُّفُوسُ - واقْتَحَمَتْه الْعُيُونُ - بِدُونِ أَنْ يُعِينَ عَلَى ذَلِكَ أَوْ يُعَانَ عَلَيْه"([4]).
وعلى الرغم من أن هناك طُموحًا وأهدافًا، ومقاصدَ يسعى كل من عمل عملًا إلى بلوغها، إلا أنه وفي ضوء هذه الأهداف، قد يشذ البعض إلى السلوك الفردي، في وادي الأنا والأنانية، من أجل تحقيق أهداف شخصية على حساب الهدف المشترك للمجموعة.
