إتقان الأعمال في كلام الامام علي (ع)

2023.08.07 - 12:17
Facebook Share
طباعة

 أكّد الإمام علي (عليه السلام) على اتّقان العمل من كلّ جوانبه، وذلك لأن الناس سترحل لا محالة الصَّالح منهم والطَّالح، ولا يبقى للمرء سوى العمل الذي عمله، وقد ورد عنه (عليه السَّلَام) إنَّه قال:

"إنَّما يُستَدَلُّ عَلَى الصّالِحينَ بِما يُجرِي اللهُ لَهُم عَلى ألسُنِ عِبادِهِ، فَليَكُن أحَبُّ الذَّخائِرِ إلَيكَ ذَخيرَةَ العَمَلِ الصّالِحِ"([1]).
إن الاختيار الصّائب لما تقدم عليه من أعمال هو من إتقان العمل أيضاً، فالحاذق الماهر لا يخطئ في الاختيار بين الصالح والطالح من الأعمال، فأحيانًا يقبل المرء على عمل ما، أو لذّةٍ يهفو إليها، في النّهاية تذهب اللذة ويبقى تبعة الأعمال، بينما من يعمل عملاً صالحاً فيبقى أثره وينتفع المرء به، فالفرق شاسع بين العمل الذي يترك آثارًا سلبيَّة، والعمل الذي يترك آثارًا إيجابيَّة، روي عن أمير المؤمنين الإمام عَلِيّ بن أبي طالب (ع) أنَّه قال:
"شتّان مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ: عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُه وتَبْقَى تَبِعَتُه، وعَمَلٍ تَذْهَبُ مَئُونَتُه ويَبْقَى أَجْرُه"([2]).
أي لا مقارنة البتّة بين عملٍ لذّته آنيّة، وعقوبته دائمة، وبين عملٍ تعبه آنيٌّ، لكن نتائجه دائمة.
وكذلك فإنّ التقصير في العمل هو من قلّة الإتقان، وهو موجب للخسران، وملزم للهم، وقد روي عن الإمام عَلِيّ (عليه السلام) إنَّه قال:
"مَنْ قَصَّرَ فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ"([3]).
إضافة إلى المشاكل التي تحصل لمن لا يتقن عمله، والتبعات التي تلاحقه، فإنّ عدم إتقان المرء لعمله سيورثه الفقر والحسرة. ناهيك عن مقت الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:

"إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ"([4]).



[1] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٨ - الصفحة ٣٧٢.
[2] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٣١٠.
[3] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٨ - الصفحة ١٩١.
[4] صحيح الجامع، المحقق الألباني، الصفحة أو الرقم 1880.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى