فضيلة العلم في كلام الامام علي (ع)

2023.08.07 - 12:14
Facebook Share
طباعة

 العلم صنو الإمام، فهو كالحق يدور معه حيث دار، لا ينطق إلا عن علم، ولا يتكلّم إلا بما يُعجر العقول والألباب، فقيمة العلم في فكر الإمام هي أعلى القيم الإنسانيّة، وأهمّ فضيلةٍ يمتاز بها الإنسان، يقول الإمام علي (عليه السلام):

«غاية الفضائل العلم»([1]).
لإنّ الفضائل جميعها تقف وتنتهي عند العلم، وما نعنيه بالعلم هو ليس كلّ علم، بل خصوص العلم الذي ينتهي إلى المعرفة. فهذا العلم هو مصدر كل الفضائل جميعها. والناس في نظر الإمام، إنّما يتفاضلون ويتمايزون بمقدار علم كلٍ منهم، لا بمقدار ما يملكونه من أرزاق وأموال، إذ يقول (عليه السلام):
"يتفاضل الناس بالعلوم والعقول، لا بالأموال والأصول"([2])
ويقول أيضاً للذين يتسابقون لاقتناء العقارات، والأملاك، والأرزاق:
"العلم أفضل قنية"([3])
فالعلم زينة، لا يكتمل الإنسان إلا بالعلم، فالمال بغير علم يورث التكبّر والخيلاء، والفقر بغير علمٍ فقر مضاعف، وقبحٌ ظاهراً وباطناً:
"العلم زين الأغنياء وغنى الفقراء"([4])
إنّ تحصيل العلم ليس من الكماليات مطلقاً، بل هو ضرورة للإنسان توازي ضرورة التديّن، بل إنّ الدين بلا علم هو دين ناقص، يجعل عبادة الإنسان مجرّد اتّباعٍ أجوف لطقوس لا معنى لها، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام):
"معرفة العلم دين يدان به، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته"([5])
لا شيء يحمي ويقي الإنسان مثل العلم، فالعالم يتجنّب الأخطاء أكثر من الجاهل، ويتجنّب كلّ ما يفسد الأعمال والحياة، ويتطلّع إلى حياة أفضل في الدنيا والآخرة، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام):
"العلم حجاب من الآفات"([6])
 إذاً ليس من المسموح لأتباع أمير المؤمنين، الناهجون على دربه أن يتّسموا بالجهل، بل عليهم أن يتمايزوا عن بقيّة المجتمعات بالعلم، وتحصيله، كي يكونوا مقتدين بالإمام (عليه السلام)، وكي يكونوا أيضاً هداةً مهديين كما أوصاهم إمامهم.


[1] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٠٦٢.
[2] المرجع السابق.
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق.
[5] المرجع السابق.
[6] المرجع السابق.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى