صفات العزة الانسانية في كلام الامام علي (ع)
يقول الإمام علي (ع):
"لا همّة لمَهين"([1]).
(المَهين) هو الوصف الذي يُطلقه الإمام علي (عليه السلام) على أصحاب الدنيا، وعلي (عليه السلام) عندما ينفي جنس الهمّة بـ (لا) النافية للجنس فإنّه يؤكّد على حقيقة مهمة وهي: أنّ (المَهين) لا يمتلك حتى أضعف مراتب (الهمّة).
(المَهين): هو من هانت عليه نفسه. فالمَهين هو ذليل النفس ذو صورةٍ ذاتيةٍ سلبيةٍ، وصاحب أدنى درجات التقدير الذاتي. ولإنّ الأشياء تُعرف بأضدادها فإنّ أوضح وصف يُمكن اعطاءه للمَهين يتبين بعد معرفة ضدّه وهو (كريم النفس)، الذي يصفه الإمام علي (ع) بهذه الأوصاف:
«من كَرُمت عليه نفسه هانت عليه شهواته»([3]).
«من كَرُمت نفسه صغُرت الدنيا في عينيه»([4]).
ولأهمية هذه الصفة ودورها الكبير والمحوري في رفع مستوى تقدير الذات. فقد لفت أمير المؤمنين نظر أصحابه وأتباعه إليها، لأنّ شعور الإنسان بالكرامة، يبعده عن المهانة، ويدعوه للالتفات والتوجّه الدائم إلى ذاته وحقيقته الإنسانية.
