العدل في سيرة الامام علي (ع)

2022.01.22 - 08:19
Facebook Share
طباعة

   تجسّد في ضمير الناس قوله سلامُ اللهِ عليه: « وأيْمُ اللهِ لأُنْصِفَنَّ المظلومَ مِن ظالِمه، ولأقُودَنّ الظالمَ بِخِزامتِه، حتّى أُورِدَه مَنهَلَ الحقِّ وإن كان كارهاً! » ( الخطبة 136 من نهج البلاغة، والخِزامة: حلقة الزمام ). قالها أمير المؤمنين سلام الله عليه كلمةً وحقّقها في كلّ موقف وقضاء، فَعُرِف بذلك حاكماً صادقاً، وهو القائل: « إنّ مِن أحبِّ عبادِ الله إليه عبداً أعانه اللهُ على نفسه... قد ألزَمَ نفسَه العدل، فكان أوّلَ عدلهِ نَفْيُ الهوى عن نفسه، يَصِف الحقَّ ويعمل به » ( الخطبة 87 من نهج البلاغة ).    بادَرَ عليه السلام إلى تبنّي سياسة المساواة الحقّة في توزيع الأموال والحقول، وحَدّد مواصفات وُلاة الأمر وموظّفي الدولة وعُمّالها الذين يرشّحهم الإسلام بضوابطه الشرعيّة والأخلاقيّة لإدارة شؤون الأُمّة الإسلاميّة، وألغى كلَّ أشكال التمييز القَبليّ والعشائريّ والعائليّ في توزيع العطاء على الناس، وهيّأ جهازاً مثاليّاً من الولاة أهلِ العفّة والتقوى والحزم. وإلى ذلك، فإنّ أمير المؤمنين عليه السلام راقب الأسواق، مانعاً من التطفيف والغَشّ والاحتكار والتلاعبِ بالأسعار، وكان حريصاً أشدَّ الحرص على حِفظ بيت المال من السرقة أو التبذير، حتّى رُوي أنّه لمّا دخَلَ عليه عمرُو بن العاص ليلةً وهو عليه السلام في بيت المال ينظر في حساب المسلمين ودواوين العطاء، أطفأ السراج عند الحديث واستفاد من ضوء القمر، ولم يستحلَّ لنفسه أن ينتفع من ضياء السراج؛ لأنّه كان اشترى زيتَه من بيت المال!

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى