الإمام علي عليه السلام وزهده في الدنيا ج2

2021.11.30 - 12:45
Facebook Share
طباعة

  4 - وقال عليه السلام: (... ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عطفة عنز (2).

قال ابن المنظور: (في حديث على: (لكانت دنياكم هذه أهون علي من عفطة عنز)، والمعفطة: الأست، والعرب تقول: ما لفلان عافطة ولانافطة، العافطة: النعجة (3).

5 - وقال عليه السلام: (وإن دنيا كم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها (4)، ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل (5)، وقبح الزلل، وبه نستعين (6).

6 - وقال عليه السلام: (فو الله، ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا، ولاحزت من أرضها شبرا، ولا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة، ولهي في عيني أوهى وأهون من عفصة مقرة (7).

أقول: الكنز: المال المدفون، وكل شيء يرغب ويتنافس فيه، والتبر - بكسر الأول وسكون الثاني -: الذهب والفضة قبل أن يصاغ، الوفر: المال، والطمر

(1) - المغنية: في ظلال نهج البلاغة، ج 4: ص 358.

(2) - نهج البلاغة، خ 3.

(3) - ابن المنظور: لسان العرب / مادة (عف).

(4) - أي تكسرها بالسنان.

(5) - سبات العقل: نومه.

(6) - نهج البلاغة، خ 222.

(7) نهج البلاغة خ 45.

 

- بالكسر -: الثوب الخلق، والأتان: مقام المستسقي على فم البئر وهو صخرة، و- أيضا - الحمارة، وعلى هذا يقرأ بإضافة أتان إلى دبرة وسكون الباء في دبرة، والدبرة - بسكون الباء -: البقعة من الأرض تزرع، وبفتح الباء: قرحة الدابة والبعير، والعفصة: شجرة البلوط وهو دواء قابض، والمقرة: المر.

ممقر مر على أعدائه * وعلى الأدنين حلو كالعسل

قال ابن أبي الحديد: (أقسم (علي عليه السلام) أنه ما كنز ذهبا، ولا ادخر مالا، ولا أعد ثوبا بالياً سملاً لبالي ثوبيه فضلاً عن أن يعد ثوباً قشيبا كما يفعله الناس في إعداد ثوب جديد ليلبسوه عوض الأسمال التي ينزعونها، ولا حاز من أرضها شبرا - والضمير في أرضها يرجع إلى دنياكم - ولا أخذ منها إلا كقوت أتان دبرة وهي التي عقر ظهرها فقل أكلها (1).

أقول: يحتمل أن يكون المعني: وما أخذت منه إلا كقوت مستسقي البقعة المزروعة في خلف الدار، يعني كما أن المتصدي لسقي البقعة يأخذ منها شيئا يسيرا، كذلك أنا ما أخذت من قوت الدنيا إلا قليلا، وهذا المعنى أنسب لكلام علي عليه السلام، وكأنه مثل سائر للشئ القليل.

 

(1) - ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة، ج 16: ص 205.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى