سيرة الإمام علي عليه السلام في مطعمه وملبسه ج5

2021.11.30 - 12:42
Facebook Share
طباعة

 10 - عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: (رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام وعليه قميص له، إذا مده بلغ أطراف أصابعه، وإذا قبضه تقبض حتى يكون إلى نصف ساعده (1).

وعن أبي الاشعث العنزي عن ابيه قال: و(رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد اغتسل في الفرات يوم الجمعة، ثم ابتاع قميص كرابيس بثلاثة دراهم، فصلى بالناس فيه الجمعة، وما خيط جربانه بعد (2).

11 - قال الغزالي في (الأحياء): (كان علي بن أبي طالب يمتنع من بيت المال حتى يبيع سيفه، ولا يكون له إلا قميص واحد في وقت الغسل.

لا يجد غيره (3).

12 - ذكر أبو بكر، أحمد بن مروان المالكي بسنده عن هارون بن عنزة، عن أبيه، قال: (دخلت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخورنق وعليه قطيفة، وهو يرعد من البرد، فقلت: يا أمير المؤمنين ! إن الله قد جعل لك، ولأهل بيتك نصيبا في هذا المال، وأنت تفعل بنفسك هذا ؟ فقال: إني والله، لا أرزء من أموالكم شيئا، وهذه القطيفة التي أخرجتها من بيتي - أو قال من المدينة - (4).

13 - وعنه عليه السلام: (والله، لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك ؟ فقلت: اعزب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى (5).

أقول: إن هذه الأخبار وما شابهها يدل على أن الواجب على الولاة أن يقدروا

(1) - الثقفي: الغارات ج 1 ص 98 و96.

(2) المصدر، ص 97.

والجربان - بالضم والتشديد -: جيب القميص، معرب گريبان.

(3) - إبن شهرآشوب: مناقب آل ابي طالب، ج 2: ص 97.

(4) - الإمام علي أسد الاسلام وقديسه، ص 84، ط بيروت.

(5) - نهج البلاغة، خ 158.

وقوله: (يحمد القوم السرى) مثل يضرب للرجل يحتمل المشقة للراحة (راجع (مجمع الأمثال) للميداني فيما أوله عين).

أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره، ولا يطغي الغني غناه، ولا يزال هذا الفرض مادام في رعيتهم فقير لا يكفي معونته مؤونته، ولذلك ورد في سيرة القائم عليه السلام أنه يلبس ثياب علي عليه السلام ويسير بسيرته، وأما إذا كان الأمام إو الولي الشرعي مقبوض اليد غير متصرف في الأمور فحاله حال سائر الناس في المطعم والملبس، فإن خير لباس كل زمان لباس أهله، فالمعيار في هذه الامور المواساة مع ضعفة الناس، وأما إذا ما رفع الفقر والضعف فأحق من يتمتع بنعم الله تعالى الامام والوالي).

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى