الإمام علي عليه السلام قوته وقدرته ج2

2021.11.30 - 12:31
Facebook Share
طباعة

  3 - عن الصادق عليه السلام في خبر: (قالت فاطمة بنت أسد - رضى الله عنها - فشددته (يعنى عليا عليه السلام) وقمطته بقماط فنتر القماط (2)، ثم جعلته قماطين فنترهما، ثم جعلته ثلاثة وأربعة وخمسة وستة منها أديم (3) وحرير فجعل ينترها، ثم قال: يا اماه لا تشدي فإني أحتاج أن ابصبص (4) لربي بإصبعي (5).

4 - إن عليا عليه السلام رأى حية تقصده وهو في مهده - وقد شدت يداه في حال صغره - فحول نفسه فأخرج يده وأخذ بيمينه عنقها وغمزها غمزة حتى أدخل أصابعه فيها وأمسكها حتى ماتت، فلما رأت ذلك امه نادت واستغاثت، فاجتمع الحشم، ثم قالت: كأنك حيدرة.

أقول: حيدرة: اللبوة إذا غضبت من أذى أولادها (6).

قال العلامة في اللغة، ابن المنظور: (وحيدرة: الأسد، قال الأزهري: قال أبو العباس أحمد بن يحيى: لم تختلف الرواة في أن هذه الأبيات لعلي ابن أبي طالب - رضوان الله عليه -:

(1) - المجلسي: بحار الانوار، ج 41: ص 275.

(3) - القمط: شد لشد الصبي في المهد، وفي غير المهد، إذا ضم أعضاؤه الى جسده، ثم لف عليه القماط، والقماط - بالكسر -: حبل يشد به الصبي في المهد، والخرقة العريضة التي تلفها على الصبي.

ونتر الثوب نترا: شقه بأصابعه أو أضراسه (ابن المنظور: لسان العرب).

(3) - الأديم: الجلد ماكان، وقيل: الاحمر، وقيل: هو المدبوغ.

(4) - البصبصة: تحريك الظبأ أذنابها، والمقصود في الحديث تحريك الاصابع بالذكر.

(5) - المجلسي: بحار الانوار، ج 41: ص 274.

(6) - المجلسي: بحار الانوار، ج 41: ص 274.

 

[612]

أنا الذي سمتني امي حيدرة * كليث غابات غليظ القصرة (1)

أكيلكم بالسيف كيل السندرة

وقال: السندرة، الجرأة، ورجل سندر - على فعلل - إذا كان جريئا، والحيدرة الأسد، قال: والسندرة: مكيال كبير، وقال ابن الأعرابي: الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس، قال أبو العباس: يعني لغلظ عنقه وقوة ساعديه، ومنه: غلام حادر، إذا كان ممتلئ البدن شديد البطش، قال: والياء والهاء زايدتان، زاد ابن بري في الرجز: قيل: أكيلكم بالسيف كيل السندرة أضرب بالسيف رقاب الكفرة وقال: أراد بقوله: (أنا الذي سمتني امى الحيدرة) أنا الذي سمتني امى أسدا، فلم يمكنه ذكر الأسد لأجل القافية فعبر بحيدرة، لأن امه لم تسمه حيدرة وإنما سمته أسدا باسم أبيها، لانها فاطمة بنت أسد، وكان أبو طالب غائبا حين ولدته وسمته أسدا، فلما قدم كره أسدا وسماه عليا، فلما رجز علي هذا الرجز يوم خيبر سمى نفسه بما سمته به امه.

قلت: وهذا العذر من ابن بري لايتم له إلا أن كان الرجز أكثر من هذه الأبيات ولم يكن أيضا ابتدأ بقوله (أنا الذي سمتني امي الحيدرة) وإلا فإذا كان هذا البيت ابتداء الرجز وكان كثيرا أو قليلا كان رضي الله عنه مخيرا في إطلاق القوافي أي حرف شاء مما يستقيم الوزن له به، كقوله: (أنا الذي سمتني امي الأسد)، أو (أسدا) وله في هذه القافية مجال واسع، فنطقه بهذا الاسم على هذه القافية من غير قافية تقدمت يجب اتباعها ولا ضرورة صرفته إليه مما يدل أنه سمي حيدرة، وقد قال ابن الاثير: وقيل: بل سمته امه حيدرة، والقصرة: أصل العنق (2).

 

(1) - في (تاريخ الامم والملوك): ليث بغابات شديد القسورة.

(2) - ابن المنظور: لسان العرب، ج 4: ص 174.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى