لقد خصص الإمام مساحة واسعة من فكره ومشاغله في رفع مستوى الفقراء لكي يعيشوا بكرامة من دون مِنّة أو استعطاف. وقد وجّه عماله على الأمصار ليرفع الحاجة الماديّة عنهم بأن يُعطى لهم كفايتهم من بيت المال.
يقول عليه السلام لمالك الأشتر النخعي لما ولاه على مصر: وَاحْفَظْ للهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ، وَاجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكَ، وَقِسْماً مِنْ غَـلاَّتِ صَوَافِي الإسْلاَمِ فِي كُلِّ بَلَد، فإِنَّ لِـلأقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِـلأَدْنَى، وَكُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ; فَـلاَ يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ، فَإِنَّكَ لاَ تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِهَ لأحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ.
وبهذا الفعل يهدف الإمام إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال ضمان معيشة كريمة لجميع الفقراء والمعوزين.