الامام عليّ(ع) والعدل

2021.11.30 - 03:06
Facebook Share
طباعة

 كان علي(ع) يقول: "الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأمّا الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله. قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}(النساء:48)، وأمّا الظلم الذي يغفر، فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات، وأمّا الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضاً".ثمّ يقول(ع): "القصاص هناك شديد، ليس جرحاً بالمدى، ولا ضرباً بالسياط، ولكنه ما يستصغر ذلك معه". وقد تحدّث عن القصاص في يوم القيامة، بأنه ليس جرحاً بالسكاكين، ولا ضرباً بالسياط، ولكنّه ما يستصغر ذلك معه، ليعمِّق هذه الصورة في نفس الإنسان الّذي تدعوه نفسه إلى الظلم، ليفكِّر قبل أن يظلم الآخرين: هل يستطيع أن يتحمَّل القصاص في يوم القيامة أو لا يستطيع؟من هنا تنطلق قضية العلاقة بين المعنى الروحي والحركي للإسلام، في انفتاح الإنسان على الله من موقع محبته له وخوفه منه، وبين الحركة السياسية في واقعه، أما الخلل الذي يحصل في أيّة ساحة إسلامية ممّن يسمَّون بالمسلمين، فسببه الفصل بين الجانب الرّوحيّ للإسلام والجانب السياسيّ له، لأنّه عندما يفصل بين الجانبين فسيكون هناك انحراف. لذلك عندما تريد أن تتحرّك في أيّ مشروع سياسي، فكر في صفتك مسلماً يملك فكراً يحدِّد له الخطوط، وشريعةً تحدِّد له المواقف، وآخرة في وعيه تحدِّد له الجزاء، لا أن يحكمك المشروع السياسي الذي تنتمي إليه، أو تحكمك القضايا الطارئة، لتكون مثل الإنسان الذي ليست له مصلحة محددة؛ اليوم يبيع خبزاً، وغداً يبيع خمراً، وبعد غد يبيع قمحاً، لأنه ليس له شيء.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى