علم الامام عليّ(ع)

2021.11.30 - 03:06
Facebook Share
طباعة

 وكان(ع) يعالج في خطبه في نهج البلاغة حركيَّة الساحة في الحرب والسلم، ويعالج كلَّ شيءٍ يُطرَحُ عليه أو يواجهه من موقع الإسلام، لأنّه يعتبر أنّ الله بعث رسوله برسالة الإسلام ليجيب عن كلِّ ما يتعلق بتنظيم حياة الناس وبحركة حياتهم.ولهذا كان(ع) لا يكتفي بأن يبدأ الناس بالتعليم، بل كان يستنهضهم ليسألوا، فكان(ع) يقول لهم: «سلوني قبل أن تفقدوني»، قالها مراراً في مسجد الكوفة، من أجل أن ينفذ إلى عمق تفكير كلِّ شخص ليخرج منه كل علامات الاستفهام، ليقدِّم لهم الجواب عنها. كان(ع) يريد أن يؤكّد للناس أنّهم ليسوا معذورين في أن يبقوا جاهلين أو حائرين وهو بينهم، فكان يقول لهم: «إن هاهنا لعلماً جماً لو وجدت له حملة»، كان يشعر بمسؤولية أن لا يبقى المجتمع الذي يعيش فيه جاهلاً يبحث عن العلم، أو حائراً يبحث عن الهدى، أو ضالاً يبحث عن الطَّريق، بل كان يرى أنّ من واجبه أن ينفذ إلى كل فرد ليحقّق له شيئاً ويرتفع بمستواه بحسب ما يستطيع. ومن هنا نفهم أنّه لا يمكن لأيِّ عالم أن يكون حيادياً أمام قضايا الجهل والتخلّف، بل لا بدّ لكلِّ عالم، في أيّ موقع من مواقع العلم الذي يرتبط بحياة الناس، من أن يعرِّفهم إيّاه، وعلي(ع) كان يرى أنّ من واجب العلماء أن يلاحقوا النَّاس حتى يفرضوا عليهم العلم، ويفتحوا قلوبهم على العلم، لأنه ليس لأيّ مثقف أو صاحب خبرة الحرية في أن يجلس في بيته ويقول لا شغل لي ولا مسؤولية، لأنَّ علياً(ع) يفهم من موقع الإسلام، أنّ علم الإنسان ليس ملكه، وأن خبرته ليست ملكه، كما إن قوته ليست ملكه، فعلم الإنسان هو أمانة الله عنده للآخرين، وخبرته وكل طاقاته له وللآخرين.وقد جاء في الحديث: "ما أخذ على أهل الجهل أن يتعلَّموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلِّموا"، إذا سألك الناس فأجبهم، وإذا لم يسألك فابتدئهم، وإذا لم يأتوا فاذهب أنت إليهم وحاول أن تُهيّىء لهم الجو لكي يتعلّموا. لهذا لا يمكن أن نحلّ مشكلة العلم ومشكلة الهدى في حياة الناس إذا جلس كل واحدٍ منّا في بيته. ولم يتصدَّى لمسؤولية تعليم الناس وحلّ مشاكلهم. وعلي(ع) كان يفكّر بهذه الطريقة من أجل أن يتحمّل كلّ إنسان مسؤوليته في الحياة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى