حلم وصفح الامام علي (ع)

2021.09.30 - 11:22
Facebook Share
طباعة

 وصفه ذلك ابن أبي الحديد قائلاً: كان أحلم الناس عن ذنب، وأصفحهم عن مسيء، وقد ظهر صحة ما قلناه يوم الجمل، حيث ظفر بـمروان بن الحكم - وكان أعدى الناس له، وأشدهم بغضاً - فصفح عنه.
وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة- أساء فيها إلى الإمام كثيراً وتكلم بأقبح الألفاظ - وكان علي عليه السلام يقول: ما زال الزبير رجلاً منّا أهل البيت حتى شبّ عبد الله - فظفر به الإمام يوم الجمل، فأخذه أسيراً، فصفح عنه، وقال: اذهب فلا أرينك، لم يزده على ذلك. وظفر بـسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة، وكان له عدواً، فأعرض عنه، ولم يقل له شيئاً.
وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلمّا ظفر بها أكرمها، وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عمّمهن بالعمائم، وقلّدهن بالسيوف، فلمّا كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به، وتأففت وقالت: هتك ستري برجاله وجنده الذين وكّلهم بي فلمّا وصلت المدينة ألقى النساء عمائمهن، وقلن لها: إنّما نحن نسوة. وحاربه أهل البصرة وضربوا وجهه ووجوه أولاده بالسيوف، وشتموه ولعنوه، فلمّا ظفر بهم رفع السيف عنهم، ونادى مناديه في أقطار العسكر: ألا لا يتبع مولّ، ولا يجهز على جريح، ولا يقتل مستأسر، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، ومن تحيّز إلى عسكر الإمام فهو آمن. ولم يأخذ أثقالهم، ولا سبى ذراريهم، ولا غنم شيئاً من أموالهم، ولو شاء أن يفعل كل ذلك لفعل، ولكنه أبى إلاّ الصفح والعفو وتقيل سنّة رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة، فإنّه عفا والأحقاد لم تبرد، والإساءة لم تنس.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى