السخاء والجود فحاله فيه ظاهرة، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده، وفيه أنزل وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً.
وروى المفسرون أنّه لم يكن يملك إلاّ أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سراً، وبدرهم علانيةً، فأنزل فيه:الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً.
وروى عنه أنّه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة، حتى مجلت - أي: ثخن جلده وتعجز وظهر فيه ما يشبه البثر - يده، ويتصدق بالأجرة، ويشد على بطنه حجراً.
وما قال: «لا» لسائل قط.