اراء المفكرين في سحر بلاغة الامام علي (ع)

2021.09.30 - 08:16
Facebook Share
طباعة

 ذُكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ( و ما أقول في رجل تحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، و تعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة ، و تصور ملوك الفرنج و الروم صورته في بيعها و بيوت عباداتها ، و تصور ملوك الترك و الديلم صورته على أسيافها ، و ما أقول في رجل أقر له أعداؤه و خصومه بالفضل ، و لم يمكنهم جحد مناقبه و لا كتمان فضائله ، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها ، و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريف عليه و وضع المعايب و المثالب له ، و لعنوه على جميع المنابر ، و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم ، و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكراً ، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة و سمواً ، و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، و كلما كتم يتضوع نشره ، و كالشمس لا تستر بالراح ، و كضوء النهار إن حجبت عنه عينا واحدة أدركته عيون كثيرة ، و ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، و تنتهي إليه كل فرقة ، و تتجاذبه كل طائفة ، فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها ) ، ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1/ 29 ، 17 ) .

– و ذكر أيضاً : ( و إني لأطيل التعجب من رجل يخطب في الحرب بكلام يدل على أن طبعه مناسب لطباع الأسود ، ثم يخطب في ذلك الموقف بعينه إذا أراد الموعظة بكلام يدل على أن طبعه مشاكل لطباع الرهبان ، الذين لم يأكلوا لحماً ، و لم يريقوا دماً ، فتارة يكون في صورة بسطام بن قيس ( الشجاع ) ، و تارة يكون في صورة سقراط و المسيح بن مريم (عليهما السلام) الإلهي ، و أقسم بمن تقسم الأمم كلها به لقد قرأت هذه الخطبة منذ خمسين سنة و إلى الآن أكثر من ألف مرة ، ما قرأتها قط إلا وأحدثت عندي روعة و خوفا و عظة ، أثرت في قلبي وجيباً ، و لاتأملتها إلا و ذكرت الموتى من أهلي و أقاربي و أرباب ودي ، و خيلت في نفسي أني أنا ذلك الشخص الذي وصف الإمام ( عليه السلام ) حاله ) ،( شرح النهج لابن أبي الحديد : 11/150 ) .
قال عامر الشعبي : ( تكلم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالاً فقأن عيون البلاغة ، و أيتمن جواهر الحكمة ، و قطعن جميع الأنام عن اللحاق بواحدة منهنَّ ، ثلاث منها في المناجاة ، و ثلاث منها في الحكمة ، و ثلاث منها في الأدب ، فأما اللاتي في المناجاة فقال ( عليه السلام ) : ( إلهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً و كفى بي فخراً أن تكون لي رباً أنت كما أحب فاجعلني كما تحب ) ، و أما اللاتي في الحكمة فقال ( عليه السلام ) : ( قيمة كل امرءٍ ما يُحسنه ، وما هلك امرءٌ عرف قدره ، والمرء مخبو تحت لسانه ) وأما اللاتي في الأدب فقال ( عليه السلام ) : ( امنن على من شئت تكن أميره  واستغن عمن شئت تكن نظيره ، و احتج إلى من شئت تكن أسيره )) .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى