صفاة نادرة في الامام علي (ع)

2022.02.26 - 10:18
Facebook Share
طباعة

 يتصف الإمام علي كرم الله وجهه بصفات كثيرة نادرة أن تجد شخصًا واحدًا تتوافر فيه تلك الصفات.

لم يعبد صنمًا قط في حياته، وهذه ميزة لم ينلها غيره حيث كان الجميع قبل الإسلام يعبدون الأصنام، كما أنه دخل الإسلام وهو غلام.
وكان مولده في الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، كذلك مقتله في بيت من بيوت الله وفي شهر الله، وتلك صفات لم يحظَ بها غيره.
من صفات الإمام علي أنه سيد البلاغة، وقال عنه عباس محمود العقاد:
«الإمام علي هو أبو علم الكلام في الإسلام لأن المتكلمين أقاموا مذاهبهم على أساسه كما قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة». والإمام علي أول من وضع علم النحو وأسس قواعده وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي.
لقد ذكر جمال الدين القفطي أحد أبناء مصر وهو العلامة الموسوعي والمؤرخ الكبير أن أهل مصر يرون أن أول من وضع النحو علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي.
ويذكر أبو الأسود الدؤلي كيف أنه أخذ عن الإمام علي علم النحو قائلاً: «دخلت يوماً على أمير المؤمنين علي عليه السلام فرأيته مطرقا مفكرا، فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟ فقال سمعت ببلدكم لحنا، فأردت أن أضع كتابا في أصول العربية، ثم أتيته بعد أيام، فألقى إلي صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كله اسم وفعل وحرف».
فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل..
وقال تتبعه وزد فيه ما وقع لك.
وأعلم أن الأشياء ثلاثة: «ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر». ويذكر أبو الأسود الدؤلي أنه جمع أشياء وعرضها عليه، فكان من ذلك حروف النصب قائلاً: «ذكرت فيها إن، وأن، وليت، ولعل، وكأن، ولم أذكر لكن».
فقال: لم تركتها؟ فقلت لم أحسبها منها، فقال: بلى هي منها فزدها فيها. وقد شهد معاوية بن أبي سفيان وهو الذي حاربه في صفين، فقال عندما علم بقتل علي: «ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب». أما نهج البلاغة فهو البرهان الجلي الشاهد على بلاغته وسعة علمه وأدبه وقوة بيانه، وهو الكتاب الذي يعد منبعا لعلم اللغة والكلام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى