الإمام علي (ع) أبٌ رؤوفٌ

الشيخ الحسين أحمد كريمو

2022.02.26 - 11:43
Facebook Share
طباعة

 إذا استعرضنا التاريخ البشري فإننا لن نجد شخصية كشخصية علي بن أبي طالب (ع) إلا صنوه ومعلمه رسول الله محمد بن عبد الله (ص) فهما نسيج واحد ونفس واحدة ولكن في جسدين وجسمين، وهذا ما أكَّده لنا رب العالمين في آية المباهلة: (وأنفسنا وأنفسكم)، وقوله في أكثر من حديث (ص): (يا علي خلق الناس من شجر شتى، وخلقت أنا وأنت من شجرة واحدة، أنا أصلها وأنت فرعها والحسن والحسين أغصانها، وشيعتنا أوراقها)، فالشجرة واحدة والسجايا كذلك قال (ص) لأم سلمة: (هو أخي؛ سجيته سجيتي، ولحمه من لحمي، ودمه من دمي).

ومقام الإمام في الأنام أنه كالأبِ تماماً حباًن وعطفاً وحنوَّاً كما يصفه الإمام الرضا (ع) في حديثه لعبد العزيز فيقول: (الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق)، ورسول الله (ص) أراد أن يُبيِّن للأمة مكانة أمير المؤمنين (ع) كوصي، وكإمام، فهو كالأب في البيت، فقال: (يا عليّ، أنا وأنت أبوَا هذه الأُمّة)، وقال: (أنا وعليّ أبوا هذه الأُمّة).

وقال (ص) ما هو أكبر من ذلك إذ يُخاطبه قائلاً: (أنا وأنت يا عليّ أبوا هذا الخلق، فمَنْ عقّنا فعليه لعنة اللَّه، أمِّنْ يا عليّ، فقلتُ: آمين يا رسول اللَّه.

فقال: يا عليّ، أنا وأنت مَوْلَيا هذا الخلق، فمَنْ جَحَدنا ولاءنا وأنكرنا حقّنا فعليه لعنة اللَّه، أمِّن يا عليّ، فقلتُ: آمين يا رسول اللَّه)، ونحن نقول: آمين يا رب العالمين.

فهما أبوا هذا الخلق، وهؤلاء الناس، وهذه الأمة المرحومة بهم ولكن كما في البيت الواحد تجد أشقياء، وعُصاة، وعاقِّين لآبائهم – وما أكثرهم في هذه الأمة – كذلك تجدهم بُغاة، وعُصاة، وعاقِّين لآبائهم الرُّوحيين، كما النسبيين، وهؤلاء من أشرِّ خلق الله ولذا بيَّن رسول الله (ص) هذه الحقائق للأمة حتى لا يحتجَّ أحدٌ منها بعدم العلم.

فقال (ص): (حقّ عليّ بن أبي طالب على هذه الأُمّة كحقّ الوالد على ولده)

وقال (ص): (حقّ عليّ على المسلمين حقّ الوالد على ولده)

وقال (ص): (حقّ عليّ على الناس حقّ الوالد على ولده)

وجميل ما قاله أحد الأعلام: " أنا وأنت أبوا هذه الأمة، فبناءً على ذلك يُطلق على عليِّ المرتضى على سبيل الحقيقة، وبيان الصِّدق؛ أنه آدم الأولياء، وهارون الأصفياء، وذو القرنين الأتقياء".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى