شعر للإمام عليّ (عليه السلام) فـي الإحسـان

2022.01.25 - 12:10
Facebook Share
طباعة

إن غلإحسان للناس هو دين الأحرار، لكنّه عند العبيد والأقنان منقصة يتهرّبون منها، كالنّدى يحوّله الصّدف إلى لؤلؤ، بينما تحوّله الأفاعي إلى سم قاتل،في الحقيقة يحتوي البيت الثاني على أبلغ وصفٍ ممكن أن يأتي به الشعر، إذ يشبّه أمير المؤمنين عليه السلام الإحسان بالنّدى، كيف يكون دراً عند الكريم، وكيف يكون سماً عند البخيل، تماماً كفعل الأصداف والحيّة، مع أنّ الماء هو ذاته، لكنّ كل عنصرٍ يحوّله بحسب طيبه، أو خبثه:
أرى الإحــســـان عـــنـــد الـــحُـــرّ ديـــنـــاً        وعـــنـــد الـــقِـــنّ([1]) مـنـقــصــة وذمّـــــــاً
كــقــطــر صــــــار فــــــي الأصـــــــداف درّاً        وفـــي شــــدق الأفــاعــي صــــار سُــمّــاً
 
وقـال عليه السلام:
يقول الإمام أنّ الإسلام قد ترك وهجر، وتغيّرت معالمه، وأن ذلك يستحقّ البكاء، فما كان هذا عهد رسول الله إلى المسلمين، لكنّهم نكثوا عهده، نكصوا على أعقابهم، وتركوا حلال الله واعتنقوا حرامه، إلا قلّة قليلة لا زالت متمسّكة بدينها، هم بقيّة رسول الله، وأهل بيته، ومن أحبّهم ومن والاهم:
 
ليـبـك عـلـى الإســلام مــن كـــان بـاكـيـاً        فـــقــــد تُـــركــــت أركـــانــــه ومـعــالــمــهْ
لـــقـــد ذهــــــب الإســــــلام إلا بــقــيّـــة        قلـيـل مـــن الـنــاس الـــذي هـــو لازمـــهْ
 
 
 
 
 
ويـنسـب إليـه عليه السلام:
إذا كان المرء يعجز عن معرفة ماهيّته الشخصيّة، وكيفيّة أداء عمل جسمه، ومن أين أتى، وإلى أين سيذهب؟ فكيف له أن يعرف ذلك عن الإله الجبار في أزليتّه؟ وهو الذي ابتدع وأبدع كلّ شيء، كيف يستطيع هذا المخلوق -حديث النشأة- وهو الإنسان، أن يعرف عن كمال الله وعظمته؟
كيـفـيّـة الــمــرء لــيــس الــمــرء يُـدركـهــا        فكـيـف كيـفـيّـة الـجـبـار فـــي الـقــدمِ
هـــو الــــذي أنــشــأ الأشــيــاء مُـبـتـدعـاً        فـكـيـف يُـدركــه مُسـتـحـدث الـنـسـمِ([2])
 
وينسب إليه عليه السلام: [البحر الكامل]
إن مجرّد تسليمك على الكريم، ولقاؤه يغنيك عن طلب حاجتك منه، فهو سيعرض عليك حتماً من تلقاء ذاته أن يقدّم لك شيئاً، وإذا قلت له عن حاجتك، ألزم نفسه بها وكأنّها فرض عليه:
وإذا طــلــبــت إلــــــى كـــريـــم حـــاجــــة        فـــلـــقـــاؤك يــكــفـــيـــك والــتــســلــيــمُ
وإذا رآك مُــســلّــمـــاً ذكـــــــــر الـــــــــذي        حـــمّـــلـــتـــه فــــكــــأنـــــه مــــــلـــــــزومُ
 
 


[1] العبد.
[2] المولود حديثاً
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى