قصائد للإمام علي (عليه السلام) : قـافـيـة الـلام

2022.01.25 - 12:09
Facebook Share
طباعة

قال عليـه السـلام: [البحر الـكـامل]
لا شيء يعوضّ من مدّ يده لغيره بالسؤال مستجدياً، حتّى وإن أعطاه سؤله، فهيهات أن تتساوى العطيّة مع السؤال، لكن إذا ابتلاك الله بالفقر والفاقة واضطررت للسؤال من أجل قوتك وقوت عيالك، فابذل نفسك أمام الكريم فإنّه سيتكرّم عليك بحفظ ماء وجهك، وسيعطيك وهو مقدر لإنسانيّتك، فهو لن يماطل ولن يطيل تذللك أمامه، بل سيعطيك بسرعة وسلاسة دون أن يحرجك أمامه بطول الوقوف:
 
مــــا اعــتــاض([1]) بــــاذل وجــهــه بـســؤالــه        عِــوضــاً ولــــو نـــــال الـمــنــى بــســـؤالِ
وإذا الـــســـؤال مــــــع الـــنـــوال وزنـــتـــه        رجـــــح الــســـؤال وخـــــفّ كـــــل نـــــوالِ
واذا ابـتـلـيــت بــبـــذل وجــهـــك ســائـــلاً        فـــابـــذلـــه لــلــمــتــكــرم الــمــفـــضـــالِ
إن الـــكـــريـــم إذا حــــبـــــاك بـــمـــوعـــد        أعـطــاكــه سـلــســاً بـغــيــر مِـــطـــال(
([2]
 
وينسب إليه عليه السلام: [البحر الطويل]
إن كانت الدنيا عزيزة على أهلها وغالية، فثواب الله أعزّ وأغلى، وهذه الأرزاق مقسومة من لدن الله الكريم، لذلك عليك أن ألا تحرص على الكسب، فالرزق سيأتيك في أي حال:
فـــــإن تــكـــن الـدنــيــا تُــعـــدّ نـفـيــســة        فـــــإن ثـــــواب الله أعـــلـــى وأنـــبـــلُ
وإن تـــكــــن الأرزاق حـــظــــاً وقــســمـــة        فقلّـة حـرص المـرء فــي الكـسـب أجـمـلُ

ويتعجّب أمير المؤمنين من حال من يبخلون بالبذل، فالأموال التي يجمعونها ما مصيرها؟ هل سيأخذونها معهم إلى الآخرة؟ كلا، إذا لمَ لا ينفقونها في سبيل الله ويستفيدون منها في جبر كسر الناس؟ وطالما أنّ الموت حقٌ، فلمَ نخافُ من الجهاد في سبيل الله؟ وهل هناك مرتبةٌ أعزُّ من مرتبة القتل في سبيل الله؟
وإن تــكـــن الأمـــــوال لـلــتــرك جـمـعــهــا        فـمــا بـــال مــتــروك بــــه الــمــرء يـبـخــلُ
وإن تــكــن الأبــــدان لـلــمــوت أنـشــئــت        فقـتـل امــرىء بالسـيـف فــي الله أفـضــلُ
 


[1]لا يعوضه شيء
[2]بغير مماطلة وتسويف
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى