التملق والثناء في كلام الامام علي (ع)

2022.01.19 - 06:41
Facebook Share
طباعة

 تصدي الامام علي (ع) للتملق والثناء إتخذ الإمام عليه السلام منهجاً رافضاً للثناء والمديح وخاصة الذي يجري بطريقة تملقية وكان يحذّر كثيراً من شيوع هذا الأسلوب من التعامل مع الحكام، ومن نماذج تصديه لهذا الأسلوب: َ روي أَنهُ لَمَّا وَردَ الكوفة قادماً من صفِّين مرَّ بالشِّبَامِيِّينَ فخرج إِليه حربُ بنُ شُرَحْبِيلَ الشِّبَامِيِّ وكان من وُجُوهِ قومهِ يمشي معهُ وهو راكبٌ فقال له : «ارجعْ فإِنَّ مشي مثلك مع مثلي فتنةٌ للوالي ومذَلَّةٌ للمُؤمن». كان الإمام عليه السلام ذات يوم يخطب فأَجابهُ رجلٌ من أَصحابه بكلام طويل يُكثرُ فيه الثَّنَاءَ عليه، ويذكر سمعهُ وطاعتهُ، فقال لهُ : «وإن من أسخف حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حبّ الفخر، ويوضع أمرهم على الكِبْرِ. وقد كرهت أن يكون جال في ظنّكم أني أحب الإطراء وإستماع الثناء، ولست بحمدالله كذلك، ولو كنت أحبّ أن يقال ذلك لتركته إنحطاطاً لله سبحانه....فلا تكلموني بما تكلّم به الجبابرة، ولاتتحفظوا منّي بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولاتخالطوني بالمصانعة، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون على أنفسكم في دنياكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى