عَجَباً للسلطان، كيف يُحسِن وهو إذا أساء وَجَد مَن يُزكّيه ويمدحُه ؟!
• عَجَباً لِمَن قِيلَ فيه الخير ـ وليس فيه ـ كيف يفرح ؟! وعَجَباً لِمَن قيل فيه الشَّرُّ ـ وليس فيه ـ كيف يَغضَب ؟!
• عَجَباً لِمَن يَخرُج إلى البساتينِ لِلفُرجُة على القُدرة، وهَلاّ شَغَلَتْه رؤيةُ القادر عن رؤية القُدرة!
عَجِبتُ لأقوامٍ يَحتَمُون الطعامَ مَخافةَ الأذى، كيف لا يَحتَمون الذنوبَ مخافةَ النار ؟!
• عَجِبتُ لرجلٍ يأتيه أخوه المسلمُ في حاجةٍ فيمتنعُ عن قضائها، ولا يرى نفسَه للخير أهلاً! فَهبْ أنّه لا ثوابَ يُرجى ولا عِقابَ يَبقى، أفتَزهَدون في مكارم الأخلاق ؟!
• عَجِبتُ لعامرٍ دارَ الفَناء، وتاركٍ دارَ البقاء!
• عَجِبتُ لغافلٍ والموتُ حَثيثٌ في طَلَبِه!
• عَجِبتُ لغفلةِ الحُسّاد عن سلامة الأجساد!
• عَجِبتُ لغفلةِ ذوي الألباب عن حُسنِ الآرتياد والاستعدادِ للمَعاد!
• عَجِبتُ للبخيل يستعجلُ الفَقرَ الذي منه هَرَب، ويفوتُه الغِنَى الذي إيّاهُ طَلَب! فيعيش في الدنيا عيشَ الفقراء، ويُحاسَب في الآخرةِ حسابَ الأغنياء.
• عَجِبتُ للمتكبِّر الذي كان بالأمس نُطفة، ويكون غداً جِيفة!
• عَجِبتُ لِمَن أنكَرَ النشأةَ الأُخرى وهو يرى النشأةَ الأُولى!
• عَجِبتُ لِمَن شَكّ في الله وهو يرى خَلْقَ الله!
• عَجِبتُ لِمَن عَرَف أنّه مُنتقِلٌ عن دُنياه، كيف لا يُحسِنُ التَّزوُّدَ لأُخراه!
• عَجِبتُ لِمَن عَرَف دواءَ دائه كيف لا يَطلُبُه، وإن وَجَدَه لم يَتَداوَ به!
• • عَجِبتُ لِمَن عَرَف نفسَه كيف يأنَسُ بدار الفَناء!
• عَجِبتُ لِمَن عَلِمَ أنّ الله قد ضَمِن الأرزاقَ وقدَّرَها، وأنّ سعيه لا يَزيدُه فيما قُدِّر له منها، وهو حريصٌ دائبٌ في طلب الرزق!