حقوق الانسان وواجباته في كلام الامام علي (ع) جزء 2

2021.11.26 - 07:42
Facebook Share
طباعة

 حق الحرية في كلام الامام علي (ع) 

الحرية تولد مع الإنسان، ويولد معها التساوي في الكرامة. 
وقد يكون من مفاخر الإنسان أن تجد هذين المضمونين مؤكدين بلسان إمام المسلمين علي في اكثر من موضع من نهجه الخالد فيقول: (ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا).
فهو يقول: الحرية خلقت فيك منذ خلقك الله، وهي هبة الله فلا تبددها بالخضوع والعبودية لغيرك.
ويقول في وصيته لولده الإمام الحسن في التأكيد على الناحية الثانية: (يا بني اجعل نفسك ميزانا في ما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب أن تُظلم، واحسن كما تحب أن يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك...).
وقد بين ذلك التعامل بقوله (عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه).
وقوله: (ازجر المسيء بثواب المحسن"، وهو لون من العتاب والرد والزجر يكاد ينفرد به الإمام وقد استوعب شعور الإمام بالحرية المطلقة جملة مشاعره، فكان حرا حتى في شعوره بالعبودية لخالقه، فهو لا يعبده إلا عبادة الأحرار، وذلك قوله في تقسيم العبادة، ثم اختياره منها لما يلتئم ونفسيته الحرة: (إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار).
وفي مناجاته: (الهي ما عبدتك شوقا إلى جنتك، ولا خوفا من نارك، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك).
الامام علي (ع) يأبى المتاجرة في عبادته، أو يخضع خضوع العبيد من خوف أو رهبة.، وإنما يريد أن لا يعبد إلا عبادة الأحرار، عبادة عرفان الجميل، وإعطاء كل ذي حق حقه، ومن حق الله أن يُعبد لأنه أهل للعبادة..
أما حرية الدين والعقيدة فقد كان للإمام يد في نشر هذه المبادئ. 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى