الإمام عليّ (عليه السلام) كما وصفه الفلاسفة العرب الأقدمين

2021.10.30 - 08:33
Facebook Share
طباعة

ربّما يضيق بنا المجال لذكر أقوال علماء وفلاسفة العرب في أمير المؤمنين، وهو الملهم لكلّ من سمع به، واستقى من نوره، وليس غريباً أن تجد كلّ المبرّزين في العلوم والفلسفة، متيّمين بأمير المؤمنين، متعلقين بشخصّه، وكيف لا وهو باب مدين العلم، وهل تولج المدن إلا من أبوابها؟
سنقطتف لكم أضمومة من أقوال هؤلاء العظماء، علّها تعطينا نحن المتأخرّين لمحة عن أمير المؤمنين، وكيف رآه أهل العلم الأقدمون.
 
- الفيلسوف الفخر الرازي[1]:

يقول العلامّة الرازي في مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): "أما إن عليّاً بن أبي طالب -عليه السلام- كان يجهر بالتسمية، فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله النبيّ عليه الصّلاة والسلام: (اللهم أدر الحقّ مع عليّ حيث دار)".

- الحكيم والفيلسوف صاحب بن عباد[2]:

يقول ابن عبّاد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "وأما فضائله عليه السلام، فإنها قد بلغت من العظم والجلال والانتشار والاشتهار مبلغا يسمح معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل والمعتمد: (رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنت أني حيث انتهى بي القول منسوب إلى العجز، مقصر عن الغاية، فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك، ووكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك)".
 
- الجنيد البغدادي[3] (215-298هـ):
سئل الجنيد عن محل عليّ بن أبي طالب عليه السلام في هذا العلم ـ يعني علم التصوف ـ فقال:
"لو تفرغ إلينا من الحروب لنقلنا عنه من هذا العلم ما لا يقوم له القلوب ذاك أمير المؤمنين".
 
 
- محمد بن هارون الحضرمي[4] المتوفّى ببغداد سنة (321 هـ):
 
قال: "سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب عليه السلام. إن عليّاً عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كالعصا لموسى، وإحياء الموتى لعيسى عليه السلام".
 
- محمد بن اسحاق الواقدي[5] (130-207 هـ):
قال الواقدي: "إن تصديق عليّ عليه السلام ـ وهوما عليه من البراعة في البلاغة ـ هو بنفسه دليل على أن القرآن وحي إلهي، كيف وهو رب الفصاحة والبلاغة، وهو المثل الأعلى في المعارف؟".
 
 
- الخليل بن أحمد الفراهيدي[6] (100-170 هـ):
قال الفراهيدي: "قد أجمع المؤرخون وكتاب السير على أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان ممتازا بمميزات كبرى لم يجتمع لغيره، هو أمة في رجل".
 
- ابن أبي الحديد المعتزلي [7](المتوفّى سنة 656هـ):
يقول ابن أبي الحديد: "كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرّع الفصاحة، وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه عليه السلام ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها، وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب، وبكلامه استعان كل واعظ بليغ، ومع ذلك، فقد سبق، فقصروا، وتقدم وتأخروا، لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي، ومن عجائبه عليه السلام التي انفرد بها، وأمن المشاركة فيها، أن كلامه الوارد في الزهد والمواعظ، والتذكير والزواجر، إذا تأمله المتأمل، وفكر فيه المتفكر، وخلع من قلبه أنه كلام مثله ممن عظم قدره، ونفذ أمره، وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في أنه من كلام من لا حظ له في غير الزهادة، ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت، أو انقطع إلى سفح جبل، لا يسمع إلا حسه ولا يرى‏ إلا نفسه، ولا يكاد يوقن بأنّه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقطّ الرقاب، ويجندل الابطال، ويعود به ينطف دما، ويقطر مهجا، وهو مع ذلك الحال زاهد الزهاد، وبدل الأبدال".
 


[1] أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي الرازي، الطبرستاني المولد، القرشي، التيمي البكري النسب، الشافعي الأشعري الملقب بفخر الدين الرازي وابن خطيب الري وسلطان المتكلمين وشيخ المعقول والمنقول.
[2] أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، الطالقاني، الاصفهاني، المعروف بالصاحب بن عباد و"كافي الكفاة"، كان من كبار علماء وأدباء العصر العبّاسي، مشاركا في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثاً ثقة، شاعراً مبدعا، وأحد أعيان العصر البويهي.
[3]الجنيد البغدادي عالم مسلم وسيد من سادات الصوفية وعلم من أعلامهم. يعد من علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف في الآن ذاته، إذ جمع بين قلب الصوفي وعقل الفقيه، واشتهر بلقب "سيد الطائفة".
[4] من أشهر الرّواة في العصر العباسي.
[5] هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد السهمي الاسلمي بالولاء، المدني، الواقدي من أقدم المؤرخين في الإسلام، ومن أشهرهم، كتابه المغازي من أشهر كتب التأريخ الإسلامي وأوثقها.
[6] الخَلِيل بن أحمد الفراهيدي البصري؛ واسمه الكامل الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي وكنيته أبو عبد الرحمن، شاعر ونحوي عربي بصري، يُعد عالمًا بارزًا وإمامًا من أئمة اللغة والأدب العربيين، وهو واضع علم العروض، وقد درس الموسيقى والإيقاع في الشعر العربي ليتمكّن من ضبط أوزانه.
[7] عز الدين عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد هو أحد أبرز علماء وكتاب المعتزلة في عصره. من كتبه كتاب شرح نهج البلاغة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى