الطب والقران الكريم في سيرة الامام علي (ع)

2021.10.14 - 08:06
Facebook Share
طباعة

 يقول الامام علي (ع) العلم علمان : علم الأديان وعلم الأبدان

ويقول في موضع آخر : العلم أربعة : الفقه في الدين وطب الابدان والنحو للسان والنجوم لمعرفة الأزمان وقد حث على تناول هذه الأجزاء من العلم وتعلمها وممارستها
لما في ذلك من خير للإنسانية
ويقول الامام علي (ع) :ما استشفى مريض بمثل شراب العسل . ومن وصاياه أيضا  :
لا تجلس على طعام الا وانت جائع ، ولا تقوم عنه الا وانت تشتهيه ، وجود المضغ وفي المساء اعرض تفسك في الخلاء
قانك بذلك تستغني عن الطب
 وقد أورد الامام علي (ع) الكثير من الامور التي نحتاجها من القران الكريم 
وفي هذا المعنى يورد (عليه السلام) في مواطن كثيرة، وممَّا جاء في ذلك قوله: ((وَتَعَلَّمُوا الْقرْآن فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ  فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ)) ، وممَّا ورد عنه أيضًا: ((ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ، وَلَنْ يَنْطِقَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ:  أَلاَ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتي، وَالْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، وَدَوَاءَ دَائِكُمْ، وَنَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ))) .
 فأمير المؤمنين (عليه السلام) ينصُّ على أنَّ القرآن الكريم دواءٌ فاعلٌ في معالجة الأمراض والأدواء بشكل عام، وينصح من يسمع حديثه إلى الاستشفاء به وجعله العقار الأوَّل الذي يمكن أن يفكِّر به الإنسان فيما لو أصابه سقم أو مرض، وهذا المعنى نجده بقوله (عليه السلام): ((وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَد بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَة، وَلاَ لاحَد قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً; فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لأوَائِكُمْ)) يَقُولُ: (وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ)) . وهذا المفهوم طبَّقه أمير المؤمنين (عليه السلام) فعليًّا وصار يصف الدَّواء بالقرآن الكريم، ومن من الوصفات التي وصفها أمير المؤمنين (عليه السلام) لمعالجة الأمراض وصفة طبيَّة قرآنيَّة تُقرأ عند انتشار الأمراض والأوبئة بعد صلاة الفجر، وهذه الوصفة هي آياتٌ قرآنيَّة جاءت بقوله (عليه السلام): ((بِسمِ اللهِ الرّحمنِ الرَّحیمِ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة: 51]. وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يونس: 107]. وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [هود: 6]. وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [العنكبوت: 60]. مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [فاطر: 2]. قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ [الزمر: 38]. فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [التوبة: 129]. وَأَمْتَنِعُ بِحَوْلِ اَللَّهِ وَقُوَّتِهِ مِنْ حَوْلِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ، وَأَسْتَشْفِعُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مٰا خَلَقَ، وَأَعُوذُ بِمَا شَاءَ اَللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِي اَلعظیم)). وهذه الآيات على شكلها الذي أورده الإمام (عليه السلام) لها أثرٌ في الشفاء من الأمراض والعلل والأسقام وخصوصًا عندما تنتشر الأوبئة .
هذا بالوصف العام للخصوصية العلاجية للقرآن الكريم، ولو انتقلنا إلى خصائص بعض السور في فاعليَّتها في معالجة الأمراض والعلل لوجدنا كثيرًا من الأخبار الدَّالة على ذلك، وبالخصوص في سورة الحمد وآية  الكرسي وسورة يس، بعجب)) ، وأمَّا لو انتقلنا إلى آية الكرسي فسنجد فيها بركةً كبيرةً في علاج الأمراض، وممَّا يُنقل عنه بهذا الصَّدد أنَّ رجلًا قال له: ((يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ إِنَّ فِي بَطْنِي مَاءً أَصْفَرَ فَهَلْ مِنْ شِفَاءٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؛ بِلَا دِرْهَمٍ ولَا دِينَارٍ؛ ولَكِنِ اكْتُبْ عَلَى بَطْنِكَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وتَغْسِلُهَا وتَشْرَبُهَا 
 
وتَجْعَلُهَا ذَخِيرَةً فِي بَطْنِكَ فَتَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّه عَزَّ وجَلَّ، فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَبَرَأَ بِإِذْنِ اللَّه)) . 
ومن وصفات أمير المؤمنين (عليه السلام) القرآنيَّة الطبيَّة بخصوص آية الكرسي ما جاء بقوله: ((إذا اشتكى أحدكم عينه فليقرأ عليها آية الكرسي، وفي قلبه أنه يبرأ ويعافى فإنه يعافى إن شاء الله تعالى)). 
ومن العلاجات الأخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام) القرآنيَّة ما ورد في علاجه لوجع الظهر، وذلك أنَّه شكى رجل إليه ((وجع الظهر، وأنه يسهر الليل فقال: ضع يدك على الموضع الذي تشتكي منه واقرأ ثلاثا: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآَخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ) [آل عمران: 145]، واقرأ سبع مرات: إنا أنزلناه في ليلة القدر  إلى آخرها فإنك تعافي من العلل إن شاء الله))
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى