استدلال الامام علي (ع) بايات القرأن الكريم

2021.09.30 - 07:51
Facebook Share
طباعة

 عندما يشار الى طبيعة علاقة الإمام علي (عليه السلام) بالقرآن ومدى تفاعله معه يجب العودة الى شرحة لأيات القران الكريم فما من نص إلا وتجد فيه ما يعيدك إلى القرآن بنص آية منه، أو إظهار بصيرة من وحيه فالقرآن كتابه الأوحد الذي يستمد منه علومه ومعارفه، ويستنطقه في كل قضية فهو المتقن لعلوم القرآن، والحافظ لآياته، والمتابع لنزوله، والعارف بأسراره ،وللتدليل على ذلك نورد الأتي :

احتجاجه (عليه السلام) على شخص جاء مستدلا عليه بأي من القرآن متشابهة، ((تحتاج إلى التأويل، على أنها تقتضي التناقض والاختلاف فيه، وقال له : لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم . فقال له عليه السلام : وما هو؟ قال : قوله تعالى : ﴿نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾  [5]وقوله : ﴿فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ ، وقوله : ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ ،وقوله : ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾ 
 وقوله :﴿وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾ ، وقوله تعالى : ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا﴾ ، وقوله : ﴿ِإنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾  ، وقوله : ﴿قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ ﴾  ، وقوله : ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾  ، وقوله تعــــالى : ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ۝ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ ، وقوله : ﴿  لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ ، وقوله : ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۝ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾  ، وقوله : ﴿لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباَ﴾ ، وقوله :  ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْيًا  ﴾،وقوله :﴿كلا إنهم يومئذ لمحجوبون ﴾ ، وقوله : ﴿ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ﴾، وقوله: ﴿بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ ﴾ ،وقوله:﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ﴾،وقوله:﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ﴾،وقوله:﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا  ﴾ 
وقوله : ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ ، وقوله : (فمن ثقلت موازينه، ومن خفت موازينه) . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : فأما قوله تعالى : ﴿نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾  إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته، فنسيهم في الآخرة أي: لم يجعل لهم من ثوابه شيئا، فصاروا منسيين من الخير، وكذلك تفسير قوله عز وجل: ﴿فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا﴾يعني بالنسيان : أنه لم يثيبهم كما يثيب أوليائه، والذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين
آمنوا به وبرسوله وخافوه بالغيب. وأما قوله﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ فإن ربنا تبارك وتعالى علوا كبيرا ليس بالذي ينسى، ولا يغفل، بل هو الحفيظ العليم، وقد تقول العرب : نسينا فلان فلا يذكرنا : أي إنه لا يأمر لهم بخير، ولا يذكرهم به . قال علي عليه السلام وأما قوله عز وجل : ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾،وقوله : ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾  وقوله عز وجل﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ﴾  وقوله عز وجل يوم القيامة ﴿إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴾،وقوله﴿لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ﴾ وقوله : ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾فإن ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة، المراد : يكفر أهل المعاصي بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا، والكفر في هذه الآية : « البراءة « يقول : فيبرأ بعضهم من بعض، ونظيرها في سورة إبراهيم.
ويستمر الإمام (عليه السلام) في الإجابة على شبهات السائل بكل وضوح، وفي النهاية يقول له : ((فافهم هذا واعلمه، واعمل به، واعلم أنك ما قد تركت مما يجب عليك السؤال عنه أكثر مما سألت عنه، وأني قد اقتصرت على تفسير يسير من كثير لعدم حملة العلم، وقلة الراغبين في التماسه، وفي دون ما بينت لك بلاغ لذوي الألباب. 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى