الامام علي (ع) : العدالة في معناها هكذا كان يعيش ج9

2021.09.30 - 09:44
Facebook Share
طباعة

 في سبيل تربية الأمة وتدريبهم على التعامل الصحيح وبناء العلاقة السليمة مع القائد يقول الإمام (عليه السلام):
(فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة، ولا تتحفظوا منى بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً في حقٍ قيل لي، ولا التماس إعظام لنفسي؛ فإنه من استثقل الحق أن يقال له، أو العدل أن يُعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحقٍ أو مشورةٍ بعدل)(45).
وخرج الإمام (عليه السلام) يوماً على أصحابه وهو راكب، فمشوا معه فالتفت إليهم فقال لهم: (لكم حاجة؟)

فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ولكنّا نحبُّ أن نمشي معك.
فقال لهم: (انصرفوا، فإن مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب ومذلة للماشي)(46).
وقد استقبله زعماء الأنبار وترجلوا بين يديه فقال الإمام (عليه السلام):
(ما هذا الذي صنعتموه؟). فقالوا: خلقٌ منا نعظّم به أمراءنا.
فقال (عليه السلام): (والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنّكم لتشقون به على أنفسكم، في دنياكم وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار)(47).
وكان (عليه السلام) يوصي ولاته وجباة الأموال والجيوش برعاية أدق معاني الفضيلة والعدالة والإنسانية، فمن قوله (عليه السلام) لولاته:
(سع الناس بوجهك ومجلسك وحكمك، وإياك والغضب فإنه طيرة من الشيطان، واعلم أنّ ما قربك من الله يباعدك من النار وما باعدك من الله يقربك من النار)(48).

المصادر:
(45) نهج البلاغة، الخطب: 216 من خطبة له (عليه السلام) خطبها بصفين.
(46) المحاسن: ج 2 ص 629 ب 12 ح 104.
(47) نهج البلاغة، قصار الحكم: 37.
(48) نهج البلاغة، الكتب: 76 من كتاب له (عليه السلام) لعبد الله بن العباس عند استخلافه إياه على البصرة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى