الامام علي (ع) : العدالة في معناها هكذا كان يعيش ج8

2021.09.30 - 09:43
Facebook Share
طباعة

 عن سويد بن غفلة قال: دخلت على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يوماً وليس في داره سوى حصير صغير رث، وهو جالس عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين، بيدك بيت المال، لست أرى في بيتك شيئاً مما يحتاج إليه البيت.. أنت ملك المسلمين والحاكم عليهم، وعلى بيت المال، وتأتيك الوفود، وليس في بيتك سوى هذا الحصير؟!
فبكى (عليه السلام) وقال: (يا سويد، إن اللبيب لا يتأثث في دار النقلة، ولنا دار قد نقلنا إليها خير متاعنا، وإنّا عن قليل إليها صائرون).
قال سويد: فأبكاني والله كلامه(42).
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أراد أن يكتسي دخل السوق فيشتري الثوبين فيخير قنبرا أجودهما ويلبس الآخر، ثم يأتي النجار فيمد له إحدى كميه ويقول: خذه بقدومك، ويقول: هذه تخرج في مصلحة أخرى، ويبقى الكم الأخرى بحالها ويقول: هذه تأخذ فيها من السوق للحسن والحسين)(43).
هذا وقد روي عن علي (عليه السلام) أنه قال: (ما أصبح بالكوفة أحد إلاّ ناعماً، إن أدناهم منزلة ليأكل البُرّ، ويجلس في الظل، ويشرب من ماء الفرات)(44).
المصادر:
(42) انظر نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: ج2 ص53 من كلام له (عليه السلام) ح170. وراجع عدة الداعي: ص121، وإرشاد القلوب: ج1 ص157 ب48.
(43) بحار الأنوار: ج67 ص321 ب58. عدة الداعي: ص121.
(44) بحار الأنوار: ج40 ص327 ب98، مناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص99.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى