الامام علي (ع) : العدالة في معناها هكذا كان يعيش ج7

2021.09.30 - 09:42
Facebook Share
طباعة

 عن هارون بن عنترة عن أبيه إنّه قال: دخلت على علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين! إنّ الله تعالى قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال ما يعم، وأنت تصنع ما تصنع؟! فقال (عليه السلام): (والله ما أرزأكم من أموالكم شيئاً، وإن هذا لقطيفتي التي أخرجتها من منزلي من المدينة ما عندي غيرها)(30).
وروي أن علياً (عليه السلام) خرج إلى السوق يوماً ليبيع سيفه وقال: (من يشتري مني هذا فو الذي نفس علي بيده لو كان عندي ثمن إزار ما بعته)(31).
وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال علي (عليه السلام): (دخلت بلادكم بأشمالي هذه ورحلتي وراحلتي ها هي، فإن أنا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فإنني من الخائنين)(32).
وفي رواية قال علي (عليه السلام): (يا أهل البصرة ما تنقمون مني، إن هذا لمن غزل أهلي) وأشار إلى قميصه(33)..
وترصد غداءه (عليه السلام) عمرو بن حريث يوماً، فأتت فضة بجراب مختوم فأخرج (عليه السلام) منه خبزاً متغيراً خشناً، فقال عمرو: يا فضة لو نخلت هذا الدقيق و طيبتيه، قالت: كنت أفعل فنهاني وكنت أضع في جرابه طعاما طيبا فختم جرابه، ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) فتّه في قصعة وصب عليه الماء ثم ذر عليه الملح وحسر عن ذراعه فلما فرغ قال: (يا عمرو لقد حانت هذه ومدّ يده إلى محاسنه، وخسرت هذه أن أدخلها النار من أجل الطعام وهذا يجزيني)(34).
ورآه (عليه السلام) عدي بن حاتم و بين يديه شنة فيها قراح ماء و كسرات من خبز شعير وملح فقال: إني لا أرى لك يا أمير المؤمنين لتظل نهارك طاويا مجاهداً وبالليل ساهراً مكابداً ثم يكون هذا فطورك؟ فقال (عليه السلام):
(علّل النفس بالقنوع، وإلا طلبتْ منك فوق ما يكفيها)(35).
وقال سويد بن غفلة: دخلت عليه (عليه السلام) يوم عيد فإذا عنده فاثور عليه خبز السمراء وصفحة فيها خطيفة وملبنة، فقلت: يا أمير المؤمنين يوم عيد وخطيفة؟ فقال: (إنما هذا عيد من غفر له)(36).
وفي المناقب: وضع خوان من فالوذج بين يدي علي (عليه السلام) فوجأ بإصبعه حتى بلغ أسفله ثم سلها ولم يأخذ منه شيئاً وتلمظ بإصبعه وقال: (طيب طيب وما هو بحرام ولكن أكره أن أعود نفسي بما لم أعودها)(37).
وفي خبر آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إنه (عليه السلام) مد يده إليه ثم قبضها، فقيل له في ذلك، فقال: ذكرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه لم يأكله قط، فكرهت أن آكله)(38).
وفي خبر آخر عنه (عليه السلام) أنه قالوا له: أتحرمه؟ قال (عليه السلام): (لا، ولكن أخشى أن تتوق إليه نفسي ثم تلا: (أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدّنْيَا)(39)) (40).
وقال الإمام الباقر (عليه السلام) في خبر: (كان علي (عليه السلام) ليطعم خبز البُرّ واللحم وينصرف إلى منزله ويأكل خبز الشعير والزيت والخل)(41).
المصادر:
(30) كشف الغمة: ج1 ص 173 في وصف زهده في الدنيا وسنته في رفضها وقناعته باليسير منها وعبادته.
(31) بحار الأنوار: ج41 ص136 ب107، والغارات: ج1 ص40.
(32) المناقب لابن شهر آشوب: ج2 ص98 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة..
(33) المناقب: ج2 ص98 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة..
(34) بحار الأنوار: ج40 ص325 ب98.
(35) مستدرك الوسائل: ج7 ص365 ب9 ح8427.
(36) المناقب، لابن شهر آشوب: ج2 ص99 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة.
(37) المناقب، لابن شهر آشوب: ج2 ص99 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة.
(38) المناقب، لابن شهر آشوب: ج2 ص99 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة.
(39) سورة الأحقاف: 20.
(40) المناقب، لابن شهر آشوب: ج2 ص99 فصل في المسابقة بالزهد والقناعة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى