انطباعات متكونة حول شخصية الامام علي (ع)

2021.07.30 - 08:02
Facebook Share
طباعة

 نقل عن ابن عباس أنه كان مع عليّ بن أبي طالب أربعة دراهم لا يملك غيرها، فتصدّق بدرهم ليلاً وبدرهم نهاراً وبدرهم سرّاً وبدرهم علانيةً، فأنزل الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)).

وكذلك ما ورد عن ابن عباس أيضاً من أن علي عليه السلام تصدّق بخاتمه وهو راكع، فقال النبي صلي الله عليه وآله  للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع، فأنزل الله: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
وقد اعتبرت آية التطهير علي عليه السلام من أهل بيت الوحي المطهَّرين من كلّ رجس، واعتبرته آية المباهلة نفس النبي صلي الله عليه وآله .   
وشهدت سورة الإنسان بإخلاص عليّ وأهل بيته وخشيتهم من الله، وتضمّنت الشهادة الربّانية لهم بأنّهم من أهل الجنّة.
وعقد أرباب السير وغيرهم من المحدّثين فصولاً خاصّة بفضائل عليّ عليه السلام في أحاديث رسول الله صلي الله عليه وآله ، ولم تعرف الإنسانية في تأريخها الطويل رجلاً أفضل من عليّ  عليه السلام   بعد رسول الله صلي الله عليه وآله ، ولم يُسجّل لاحد من الفضائل ما سُجّل لعليّ بن أبي طالب أنّ رسول الله صلي الله عليه وآله  قال: (ما اكتسب مكتسب مثل فضل عليّ، يهدي صاحبه إلى الهدى ويردّه عن الردّى).
وقيل لعليّ  عليه السلام  : مالك أكثر أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله  حديثاً؟ فقال: (إنّي كنت إذا سألته أنبأني، وإذا
سكتّ ابتدأني.
وعن ابن عمر: (إنّ النبي صلي الله عليه وآله  يوم آخى بين أصحابه, وجاء عليّ وعيناه تدمع, قال صلي الله عليه وآله  لعليّ  عليه السلام  : (أنت أخي في الدنيا والآخرة).      
لقد عُرف عن أميرالمؤمنين، عليّ بن أبي طالب عليه السلام، أنّه أسخى الناس، وكان يتمتع بالخُلق الرفيع، الخُلق الذي يُحبّه الله تعالى، ما قال: (لا) لسائل قط.
وقال صعصعة بن صوحان لعليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم بويع: (والله يا أمير المؤمنين لقد زيّنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك، ولَهي إليك أحوج منها إليك)
يقول المؤرخ هاشم معروف الحسيني: (لقد كان الإمام عليّ بن أبي طالب  عليه السلام   حدثاً تأريخياً غريباً عن طباع الناس وعاداتهم منذ الولادة وحتى النفس الأخير من حياته، فقد أطلّ على هذه الدنيا من الكعبة... فكانت ولادته في ذلك المكان حدثاً تأريخياً لم يكن لأحدٍ قبله ولم يحدث لأحدٍ بعده، وكما دخل في هذه الدنيا من بيت الله فقد خرج منها حين أقبل عليه الموت من بيت الله... وقال: ولم يحدث لإنسان غيره ما حدث له، فقد وضعه من لا يؤمنون به إيمان شيعته ومحبيّه في طليعة قادة الفكر وعباقرة العصور، ووصفه المعتدلون من محبّيه إلى جانب الأنبياء والمرسلين، والمغالون فهم في مستوى الآلهية)
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى