تحقيق الزمخشري بفضائل الامام علي (ع)

2021.07.28 - 08:27
Facebook Share
طباعة

 لا بد ان شخصية الامام علي عليه السلام قد استحوذت على جميع الادباء والكتاب وكان عليه السلام ملهم الادباء وساحرهم بفصاحته وبلاغته وأدبه ، بالاضافة الى تقواه وعلمه وشجاعته وقوته.

وقد أورد العالم الزمخشري بعض فضائل الامام علي عليه  السلام واعتبرها فضائل لم توجد لاحد قبله ولم تكتب لأحد بعده  
وقبل الغوص في مناقب علي عليه السلام من كلام الزمخشري لا بد من ان نستعرض مكانة العالم الزمخشري ونشأته وعلمه.
  عَرف تاريخ الأدب واللغة الكثير من العلماء والدارسين الذين أسهموا في الحفاظ على اللغة العربية وأرسوا قواعدَها، مستشهدين بما ورد عن مصادر الأدب من الشعر والنثر ومصادر اللغة من القرآن والحديث النبوي، ولعلّ من أبرز هؤلاء العلماء   أبو القاسم الزمخشري الذي اشتهر بكتابيه الكشاف وأساس البلاغة وكان له فضل لا ينكر في كثير من الدراسات الأدبية والبلاغية. أبو القاسم الزمخشري هو جار الله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، وهو من أئمة العلم بالدين والتفسير والأدب واللغة، ولد في زمخشر في تركمانستان سنة 476هـ، نشأ محبًا للعلم منذ صغره  رحل إلى بخارى لطلب العلم وهناك قطعت رجله، فجعل له رجلًا من خشب يستعين بها في المشي، وقد فتح الله عليه من العلم ما لم يَفتح على غيره من أبناء عصره وبلده، فكان أعلم الفضلاء العجم بالعربية وأكثرهم أنسًا واطّلاعًا، وقد أصبح مضرب مثل في علمه وأدبه وشغفه إلا أنه كان ينتمي إلى المعتزلة في الاعتقاد يسعى جاهدًا لتفسير القرآن وآياته وفق مذهبه .
 أجمل الزمخشري مناقب علي بن ابي طالب عليه السلام في ثماني عشرة خاصة أوجزها كالاتي :
الخاصة الاولى: علي بن ابي طالب أول من أسلم من الصبيان ،وأول من يدخل الجنة في هذه الأمة 
وقال رسول الله ص :( يا علي إنك أول من يقرع باب الجنة فيدخلها بغير حساب بعدي) .
الخاصة الثانية : إنه المؤتمن على الودائع من قبل رسول الله ص في وقت الهجرة .
وبقي بمكة ثلاث ليال بأيامها حتى رد ما عند رسول الله ص من ودائع لاصحابها .
ثم خلفه الرسول ص على العيال والنساء بالمدينة في وقت الخروج الى غزوة تبوك ،حتى بكى وقال : يا رسول الله إن قريشا تقول إن رسول الله قد استقلع فتركه....فقال النبي ص : أنا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
الخاصة الثالثة : أن النبي ص لما ٱخى بين المهاجرين والانصار جعل عليا اخا لنفسه الكريمة ، وقال له : أنت اخي وصاحبي في الدنيا والٱخرة .
الخاصة الرابعة : أنه الممدوح بالسيادة لما روي أن النبي ص قال لابنته فاطمة رضي الله عنها : زوجك سيد في الدنيا والاخرة 
الخاصة الخامسة :  أنه ولي الله ، وولي رسوله ، وولي المؤمنين .
يقول الله تعالى : إنما وليكم الله ورسوله الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . (  المائدة: 55).
 نزلت هذه الٱية الكريمة في حق علي عليه السلام حين كان يصلي في المسجد وهو راكع ، قام سائل يسأل ، فمد علي يده إلى خلفه وأومأ إلى السائل بخاتمه ،فأخذه من اصبعه.
وقد قال الرسول ص : من كنت مولاه فعلي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . وهذا الحديث الشريف في مسند الامام احمد بن حنبل .
  وفيه روايات مختلفة منها أن الرسول ص قال للناس يوم غدير خم ( وخم اسم الغدير) قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ،اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وزاد أحد رواة الحديث : وانصر من نصره واخذل من خذله .
الخاصة السادسة : أنه أقضى الصحابة ،لقول الرسول ص : أقضاكم علي 
الخاصة السابعة : أنه محبوب المؤمنين ،ومبغوض المنافقين.
قال له النبي ص  : لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق . ..وهذا الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده . وأخرجه كثير غيره مع اختلاف في الالفاظ .
الخاصة الثامنة : أن رسول الله ص انقطع عن اصحابه لأجل علي ، فنادى الناس بعضهم بعضا : أفيكم رسول الله  ص؟ حتى جاء الرسول ومعه علي بن ابي طالب ،فقالوا : يا رسول الله فقدناك. فقال : إن أبا الحسن وجد مغصا في بطنه فتخلفنا عليه.......
الخاصة التاسعة : أنه باب مدينة العلم ، كما جاء في الحديث الشريف : أنا مدينة العلم وعلي بابها ( الحديث) .
الخاصة العاشرة : أنه ذو الأذن الواعية .
روي أنه لما نزل قوله تعالى : وتعيها أذن واعية.( الحاقة 12). قال رسول الله ص : سألت الله عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي .
قال علي عليه السلام : فما نسيت شيئا بعد ذلك وما كان لي أن أنسى. 
وشرح الزمخشري عبارة ( أذن واعية ) في تفسيره المعروف باسم " الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل "  ...أذن واعية من شأنها ان تعي وتحفظ ما سمعت به ولا تضيعه بترك العمل .وكل ما حفظته من نفسك فقد وعيته وما حفظته من غير نفسك فقد أوعيته..
ونلاحظ أن الزمخشري لم ينفرد بهذا التفسير ، فقد جاء في تفسير ابن كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت عليه هذه الٱية : سألت ربي أن يجعلها أذن علي ...فكان علي  عليه السلام يقول : ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته. .
الخاصة الحادية عشرة : أنه جمع ثلاث مفاخر لم تجمع لأحد سواه ،لما روي أن الرسول ص قال له : يا علي ...أعطيت ثلاثا لم يعطها أحد غيرك : صهرا مثلي وزوجة مثل فاطمة ، وولدين مثل الحسن والحسين .
الخاصة الثانية عشرة : أنه صعد على منكبي رسول الله ،لما روى علي كرم الله وجهه في قصة قمع الاصنام
قال عليه السلام : انطلق رسول الله ص الى الكعبة فقال لي : إجلس ، فجلست ،فصعد على منكبي ، فقال لي : انهض ،فنهضت ، ،فعرف ضعفي تحته ، قال لي اجلس ( اي اصعد على منكبي) فجلست ، ثم نهض بي رسول الله ص فخيل إلي أنني لو شئت نلت أفق السماء ، فصعدت الى الكعبة.
وتنحى رسول الله ص وقال : ألق صنمهم الأكبر ، صنم قريش. وكان من نحاي موتد بأوتاد من حديد في الارض ، فقال رسول الله ص :  عالجه ، فجعلت أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال : اقذفه ،فقذفته حتى انكسر . ونزلت من فوق الكعبة ، وانطلقت انا والنبي ص نسعى ...
 الخاصة الثالثة عشرة : أنه حاز سهم جبريل عليه السلام من غنائم تبوك .
روي أن رسول الله ص لما غزا تبوك ، استخلف عليا على المدينة ، فلما نصر الله رسوله وفنم المسلمون اموال المشركين ورقابهم ، جلس رسول الله ص وجعل يقسم السهام على المسلمين سهما سهما ، ودفع إلى علي بن ابي طالب سهمين ، فقام أحد الصحابة يسأل : يا رسول الله ، أوحي نزل من السماء ، أم أمر من نفسك ؟ 
فقال رسول الله ص : أنشدكم الله ! هل رأيتم في رأس ميمنتكم صاحب الفرس الأغر المحجل والعمامة الخضراء ، لها ذؤابتان مرختان على كتفه ، بيده حربة ، قد حمل على الميمنة فأزالها ، وحملوعلى الميسرة فأزالها ، وحمل على القلب فأزاله ؟ 
قالوا : نعم ، قد رأينا ذلك . 
قال ص : هو جبريل ، وإنه أمرني أن ادفع سهمه لعلي .
 الخاصة الرابعة عشرة : أن النظر الى وجهه عبادة . لما روت عائشة قالت : رأيت أبي يديم النظر الى وجه علي رضي الله عنه فسألته عن ذلك ، فقال : ما يمنعني من ذلك ورسول الله ص يقول : النظر الى وجه علي عبادة. 
الخاصة الخامسة عشرة : أنه أحب الخلق الى الله بعد رسوله ص .
لما روى أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه قال : أهدى الى رسول الله ص فرخان مشويان ، فقال : اللهم سق أحب خلقك اليك ،ليأكل معي، قال أنس : وكنت على الباب ، فجاء رجل فرددته ، رجاء أن يأتي رجل من الانصار .
ثم جاء علي بن ابي طالب ،فأذنت له ، فقال رسول الله ص : لتأكل يا علي ،فأنت أحب خلق الله اليه ، فقد دعوت الله تعالى أن يسوق أحب خلقه اليه .(أخرجه عدد من أهل الثقة من رواة الأحاديث مع اختلاف في الالفاظ) .
 الخاصة السادسة عشرة : أن الرسول ص سماه يعسوب المؤمنين ...واليعسوب أمير النحل الذي تنقاد اليه ويقوم بمصالحها ،واليه يرجع في امورها .
الخاصة السابعة عشرة : أن الرسول ص سماه رزأ الارض ( مهموز وغير مهموز وهي مهموزة تعني الصوت ، والصوت جمال الانسان ، فكأنه قال لعلي : أنت جمال الارض أو صوت الارض ، والرزا بغير همزة هو الرجل المنفرد الوحيد ،فكأنه ص قال : أنت وتد الارض ، وهو صفة مدح)  .
 هذا موحز ما ذكره الزمخشري من مناقب الامام علي عليه السلام .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى