لم يجمع اول بيت في الإسلام مع الرّسول الأعظم صلىاللهعليه وآله سوى خديجة أُم المؤمنين ، وكان علي عليه السلام ثالثهما ، يرى نور الوحي والرسالة ويشمّ ريح النبوّة ، ولا يقف الرّسول الأعظم صلىاللهعليه وآله إلى الصّلاة إلّا وعلي وخديجه خلفه وعلي عليه السلام واسىٰ نبيّه الكريم بنفسه في المواطن التي تنكص فيها الأبطال. وتزلّ فيها الأقدام نجدةً أكرمه الله بها ، وحسبك ليلة المبيت ، بات في فراش الرّسول صلىاللهعليه وآله غير جازع عن الموت وفداه بنفسه.
وفي الحديث عن إبن عبّاس رضي الله عنه قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبيّ صلىاللهعليه وآله وسلم ثم نام مكانه وكان المشركون يرمون رسول الله صلىاللهعليه وآله وقد كان رسول الله صلىاللهعليه وآله ألبسه برده ، وكانت قريش تريد أن تقتل النبيّ صلىاللهعليه وآله فجعلوا يرمون عليّاً ويرونه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد لبس برده وكان علي عليه السلام يتضوّر فإذا هو علي. فقالوا : إنّك للئيم ، إنّك لتتضوّر وكان صاحبك لا يتضوّر ولقد استنكرناه منك.
هذا وقد كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعظّم الرّسول الأعظم إجلالاً عظيماً وتبجيلاً شديداً وأخذ يجتهد في إعلاء كلمته في خطبه ورسائله وحكمه وكتبه لأنّه عليه السلام كان قوي الإيمان برسول الله ، مطيع لأوامره ، ومتصدّق بأقواله وأفعاله ، تابع لسلوكه ومشيه ، متمسّك بسننه وأحكامه ، فادياً بنفسه في غزواته وكان مع ذلك يحبّ رسول الله صلىاللهعليه وآله حبّاً كثيراً لنسبته منه وتربيته له ، وإختصاصه به من دون أصحابه ، ولقد كان يؤدّان تطبيق دعوة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.