ما لا تعرفونه عن الامام(ع): قواعد النحو والصرف

اعداد فريق التحرير

2021.04.27 - 03:56
Facebook Share
طباعة

 اشتغل اعداء الامام عليه السلام في حجب انوار علمه لكن الله سبحانه وتعالى شاء وما شاء كان فوصلتنا الحقيقة الصادقة.

فالامام عليه السلام كان كاتب الرسول الخاص والوحيد طوال الفترة ما بين البعثة والهجرة من مكة ثم بقي الكاتب للوحي مع اخرين في فترة الهجرة.
لذا فان اعلم الناس بلغة القراَن وبتفسيره الذي تعلمه من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه هو الأجدر بتأسيس علم النحو والصرف كما نعرفه منذ القدم.

والمؤرخين الصادقين سجلوا أن أول من وضع علوم اللغة العربية، واول من أسس قواعدها، وحدّ حدودها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي عنه وأخذ عنه أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي))([2])، وهناك كثير من الروايات التي تؤكد أن الإمام عليا( عليه السلام) هو الذي وضع النحو مفهوما ومصطلحا وبدأ أبو الأسود بتنفيذها، ومنها:
قال أبو الطيب اللغوي(ت: 351هـ): ((كان أول من رسم للناس النحو أبو الأسود الدؤلي الذي أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب؛ لأنه سمع لحنا، فقال لأبي الأسود : اجعل للناس حروفا وأشار إلى الرفع والنصب والجر))([3])، وذكر أبو بكر الزبيدي(ت: 379هـ) قول أبي الأسود الدؤلي: (( تلقيته عن علي ابن أبي طالب))([4])(عليه السلام)، وغيرها كثير لا يسع المقام لذكرها كلها تؤكد نسبة ولادة النحو على يد الإمام علي (عليه السلام).
ويعود سبب وضع الإمام (عليه السلام) لهذا العلم، ما رواه أبو الأسود، إذ قال: دخلت على أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(عليه السلام)، فوجدت في يده رقعة، فقلت: ما هذه يا أمير المؤمنين؟

فقال: إني تأملت كلام الناس فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء- يعني العجم- فأردت أن أضع لهم شيئا يرجعون إليه، ويعتمدون عليه، ثم ألقى إليّ الرقعة، وفيها مكتوب: الكلام كله اسم، وفعل، وحرف، فالاسم ما أنبأ عن مسمّى، والفعل ما أنبئ به، والحرف ما جاء لمعنى، ثم قال لي – والقائل أبو الأسود- انحو هذا النحو، وأضف إليه ما وقع إليك واعلم يا أبا الأسود أن الأسماء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، واسم لا ظاهر ولا مضمر؛ وإنما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بظاهر ولا مضمر، وأراد بذلك الاسم المبهم([5]). وروي أيضا أنه سمع شخصا يقرأ: لا يأكله إلا الخاطئين، فوضع علم النحو([6])، فهي التفاتة من لدنه (عليه السلام) خلافا لكثير من الروايات التي تقول إن الإمام بادر إلى ذلك بطلب من أبي الأسود نفسه، وكأن الإمام(عليه السلام) في عزلة عن الرعية وأمرهم، ومستوياتهم الاجتماعية غائبة عنه لا قدر الله.
الحقيقة أن التاريخ دُوِّن في فترة كان حكام السلطة من أشد معارضيه وأعدائه لذلك تختفي الحرية التي تتحرى الحقيقة ولربما تودي بصاحبها إلى الهلكة، لاسيما أن سبّ الإمام علي (عليه السلام) قد أصبح سنة على المنابر في عهدهم، فإن كان ثمة عجب ليس من نزر الروايات القلية في مناقب الإمام(عليه السلام) بل كيف وصل لنا هذا القليل منها والسلطة على ذلك الحزم في محاربته (عليه السلام) إعلاميا وعسكريا.

فلا يخفى العناء الذي تحمله العلماء الموالون في المحافظة ونقل هذا التراث العلمي الزاخر.
.
وفي كتب المؤرخين ما يلي:


1- إن هذه الحادثة لها صلة وثيقة بالمكان الذي دفع فيه الإمام (عليه السلام) الرقعة إلى أبي الأسود الدؤلي وهو البصرة، فعندما زارها الإمام (عليه السلام) وذلك ما بين 22 جمادى الأولى وأوائل رجب لسنة 36هـ، إذ مكث الإمام علي(عليه السلام) في البصرة مدة شهرين وكان أبو الأسود قاضيا على البصرة وحدثت معركة الجمل([7])، وما نريد الوصول إليه أن الهم الاصلاحي عند الإمام( عليه السلام) يشتغل على المستويات الاجتماعية كافة ما دام الهدف بناء المجتمع وتطور الواقع الاسلامي، ولا تقف أمامه- الاصلاح المنشود- حربٌ، ولا أي اضطرابات سياسية، وحتى حرب الجمل كانت ردّا على المتمردين الذين نهبوا بيت المال وقتلوا خزانه صبرا وغدرا، وأعملوا سيوفهم في رقاب المسلمين ولولا تدارك الإمام( عليه السلام) هذه الفتنة واخمد نارها لتسببت في اضرار المجتمع وتناحره.
2- حريّ بنا الإشارة الى دقة مراقبة الاوضاع الاجتماعية والثقافية من قبل الإمام علي (عليه السلام) ورصد الاوضاع التي تحتاج إلى اصلاح واستقرائها، لاسيما ما تضطلع به اللغة من دور فهي وسيلة الاتصال بين افراد المجتمع، واداة رئيسة للتثقف و التعلم ونقل العلوم الإسلامية ونشرها بين الناس وبه تعم القوانين والحكم والشرائع الإسلامية، وأي خلل ينتابها يوهن الفكرة أو الحكم المنوط بها. لاسيما علوم القران وتلاوته، والحيلولة دون اللحن فيه.
3- يبدو أن السبب الرئيس الذي حمل الامام (عليه السلام) على وضع القواعد هو ما يقع فيه العجم من لحن، وإنما أوعز لأبي الأسود هذه المهمة مباشرة دون السؤال عن الأعلم بأمور اللغة ينبئ عن تمكن العرب من لغتهم والمشكل الوحيد كان منوط بالعجم، ولكن لكثرة الاختلاط بهم أخذت هذه الآفة بالانتشار في طبقات المجتمع ونزولها في بيوت ممن يشار إليهم بالفصاحة والبلاغة أمثال أبي الأسود الدؤلي، إذ يروى عنه أن ابنته قالت له : ما أحسن السماءِ! بكسر الهمزة فقال لها نجومها، فقالت إني لم أرد هذا وإنما تعجبت من حسنها، فقال لها: إذن فقولي ما أحسن السماءَ، بنصب الهمزة.
وعندما كلفه الإمام علي(عليه السلام) بوضع النحو أول ما رسم منه باب التعجب.

 

المصادر:

(1) : الباحث: عماد طالب موسى

([2] ) ينظر: الحلقة المفقودة في تاريخ النحو، تأليف الدكتور عبد العال سالم مكرم: 11.

([3] ) نزهة الألباء: 41.

([4]) مراتب النحويين، لأبي الطيب اللغوي: 6، وينظر: أقوال الإمام علي (عليه السلام) في التراث النحوي والأدبي، بدور عبود الغزي: 34.

([5] ) طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر الزبيدي: 5.

([6] ) ينظر: نزهة الألباء: 18.

([7] ) ينظر: المصدر نفسه: 19.

([8] ) ينظر: أقوال الإمام علي في التراث النحوي والأدبي: 32.

([9] ) ينظر: نزهة الألباء: 21.

([10] ) الصف: 8.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى