ما الذي كتبه المؤرخ أبن الاثير عن الامام عليه السلام؟؟

كتب د. علي حسن شعيب

2021.04.27 - 03:49
Facebook Share
طباعة

 جاء في كلام ابن الأثير المؤرّخ المعروف في وصف عدالة (الإمام عليه السلام): "إنّ زهده وعدله لا يمكن استقصاؤهما، وماذا يقول القائل في عدل خليفةٍ يجد في مالٍ جاءه من أصفهان رغيفاً فيقسِّمه أجزاء كما قسّم المال، ويجعل على كل جزء جزء، ويساوي بين الناس في العطاء، ويأخذ كأحدهم"

ولو نظرنا إلى زهده (عليه السلام) في الدنيا لأخذنا العجب من هذا الإنسان العظيم الذي كانت الدنيا في يده وهو يلبس الخشن ويأكل الجشب مواساةً للفقراء ويقول: "يا دنيا غرّي غيري" ولم يَخلُف في أهله إلّا سبعمائة درهم، ويفرِّق جميع ما في بيت المال ثمّ يأمر به فيُكنَس ثمّ يصلّي فيه رجاء أن يشهد له، وما شبع من مالٍ قط.

ولم يكن اهتمام علي عليه السلام بقضية العدالة الاجتماعية بمحض الصدفة، بل إنّ ذلك يرتبط ارتباطا وثيقاً بالأوضاع الفاسدة التي آلت إليها حالة العالم الإسلامي آنذاك نتيجةً لتلك السياسات الفاسدة من قبل الحكّام الذين ميزوا بين الناس في العطاء.

لهذا نجد أن الإمام علي (عليه السلام) يعبِّر عن هذه الحالة في اللحظة الأولى لاستلامه الحكم محدِّداً الأهداف الأساسية لقبوله بالتصدي للخلافة: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ، وَلَا الْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلَكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَنُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِي بِلَادِكَ فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ "

واجه الإمام (عليه السلام) صعوبةً كبيرة في سبيل إحياء الفكر الإسلامي من جديد، ولهذا حارب الجميع وحاربه الجميع، وبغضوه وكرهوه، وخافوا من عدله، وابتدعوا الثورات عليه بعد أن حطّم عروشهم وقضى على أحلامهم، وبدأ بمعالجة الأوضاع المنحرفة والفاسدة التي خلّفها السابقون، وعمِل على رفع الظلم عن المحرومين، فساواهم بنفسه وكان أُسوةً لهم في جشوبة العيش، وشريكاً لهم في مكاره الدّهر، وكان شعاره في الحكم دائماً القضاء على الظلم حيث يقول (عليه السلام): " وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ3 السَّعْدَانِ4 مُسَهَّداً 5، أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ وَكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا وَيَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا ا؟!"

------------------

المصادر
- ابن الاثير
- نهج البلاغة
- مقدمة كتاب الاندلسي في فضائل الامام.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى