سيرة الإمام عليه السلام (الجزء الثالث)

اعداء صافي المحمد

2020.09.23 - 08:18
Facebook Share
طباعة

لعل معركة بدر، هي من أكثر المعارك التي تعرض لها المؤرخون بالتزييف والتضليل، والكذب والدّس. فقد زعم أغلب من كتب عنها من المؤرخين القدماء بأنها كانت بمبادرة من النّبي، لقطع طريق قافلة تجارية من قوافل قريشٍ، يقودها ابي سفيان زعيم المشركين،لكن الامر لم يكن كذلك قط، فمعركة بدر كانت لرد لعدوان قريش على بيوت وأطفال وعوائل وأملاك من تَركوا مكة مضّطرين، هرباً من بطش مشركي قريش، إذ استولى زعماء قريش، وكبار تجّارها على أيّ شيءٍ يمتُّ للمسلمين القريشيين المهاجرين مع رسول الله بصلة، ثمّ حملوا الكثير من ممتلكاتهم المصادرة، لا سيّما مواشيهم، ليبيعوها في الشام، لهذا كان لا بدّ للمُعتدى عليهم استعادة حقوقهم، فأرسلوا فرقةً من المقاتلين لتلحق بقافلةٍ، تحوي فيما تحويه أملاكهم،
 
ولأنّ التّاريخ المزيّف هو سلاح المعتدين والمنحرفين، لا يبقى للمرء سوى العقل والمنطق لرسم صورة حقيقية للأسباب التي حدت بالمسلمين للتّعرّض لقافلة أبي سفيان،فالأخير كان قد أشرف على التنكيل وقتل المسلمين في مكّة، وهو من خطط لاغتيال الرسول، وهو أيضاً من أمر بالاستيلاء على أملاك من هاجروا من مكّة، ولعل السبب الأكثر إغضاباً للمسلمين، هو ما أخفاه المؤرخون من أنّ القرشيين أخذوا أطفال ونساء المسلمين، الذين بقوا في مكّة ليبيعوهم في سوق النخاسة في بلاد الشام، وتلك هي شيم المشركين في سائر الأزمان.
 
هكذا وقد جهّزت قريشٌ أيضاً من لحق بالقافلة، فالتقى الجمعان في مكان يقال له بدر، يحوي بئر ماء يحمل الاسم نفسه، (فضلا اقرأ سيرة الإمام علي عليه السلام وموقفه في معركة بدر في قسم معارك الإمام علي عليه السلام في الموقع).
 
بعض من صفات امير المؤمنين عليه بن أبي طالب عليه السلام
 
هل سمعت عن حاكمٍ لم يقابل من تآمروا على حرمانه السلطة بالمواجهة، والتآمر المماثل؟
هل سمعت برجلٍ سرقوا منه فرصة الجلوس على عرش إمبراطورية، فلم يقابلهم إلا بتقديم المشورة والنصح، والحب والارشاد؟
هل سمعت برجلٍ صار حاكماً، فبقي يجلس على حصيرٍ، ولا يُشبع نفسه إلا برغيف خبزٍ، أسوةً بالجوعى والمحرومين في بلاده؟
وهل سمعت عن حاكمٍ لم يلبس الملابس النّاعمة؟ لأنّ في شعبه مَن يلبس الملابس الخشنة؟
وهل سمعت عن حاكمٍ لم يكنز لنفسه درهماً واحداً؟
هل سمعت بحاكمٍ لا يمارس الغزو، ثمّ يسمّيه فتوحاتٍ؟
هل سمعت برجل تآمر ولاةٌ على سلطته، فلم ينكّل بهم؟
هل سمعت بمحاربٍ جاءه جيش ليدمر عاصمته، فمنحهم فرصة شرب الماء؟
هل سمعت برجلٍ قال له مبارزٌ من أشرس فرسان العرب متحدياً، بما يستفزّ الصخر، فردّ عليه عارضاً التفاهم على "أن كلمة الله هي العليا" لا خوفاً على نفسه، وإنّما خوفاً على خصمه؟
هل سمعت برجلٍ اغتيل، وأسر أولاده وأتباعهُ قاتله، فأوصاهم وهو على فراش الموت، أن يحسنوا إليه، وأن يعدلوا في أمره، وأن يطعموه من طعامهم، وألا يعذبوه، وألا يضربوه إلا ضربةً واحدةً، مثل تلك التي ضربه القاتل إيّاها؟
هل سمعت برجلٍ لم يصل واضعوا الشرائع من قبله إلى مستوى ذرة من عدله في المحكومين، ومساواته للبشر بين بعضهم، ومساواته لنفسه بأفقر المحكومين؟
 
انه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي شهدت له الحروب أشدّ البطولات عجائبية، وشهدت له المحن والمظالم أعظم مواقف الصبر، وشهدت له المناصب والعروش أنه تواضع عنها، ونبذ فخرها، وعاش حياة أفقر مواطنيه، وهو من يملك التّصرف بعوائد دولة كان تمتد من جزيرة العرب والبحر الأحمر، ومن البحر المتوسط إلى حدود الصين.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى