سيرة الإمام عليه السلام (الجزء الاول)

اعداد صافي المحمد

2020.09.23 - 08:10
Facebook Share
طباعة

من هو الإمام علي بن أبي طالب؟
 
ولد الإمام في العام 599 ميلادية، وهو من أشراف وسادة العرب من بني هاشم، الذين يعود أصلهم إلى نسل النّبي إبراهيم، عبر ولده إسماعيل عليهما السلام.
 
رفض الإمام منذ طفولته عبادة الأصنام، ونزه نفسه عن السجود للأوثان، فكان مثل رسول الله، يتفكر في خلق الله. عرف التوحيد قبل نزول الوحي والقرآن على رسول الله صلوات الله عليه، إذ كان أغلب أفراد بني هاشم على دين النّبي إبراهيم سلام الله عليه، بينما كانت معظم قريش تعبد الأصنام، وتسجد لها.
 
والد الإمام هو أبو طالب، عم النّبي الذي حمى المسلمين من الاضطهاد في مكة المكرمة، التي تقع في منطقة الحجاز – إقليم تهامة من شبه الجزيرة العربية. رغم اختلاف المؤرخين في اسلام أبي طالبٍ من عدمه، إلا أنه من الثابت كونه مسلماً مؤمناً. أمه فاطمة بنت أسد، وهي أيضا من سادة بني هاشم، ومن نبلاء قريش واشرافها. أسلمت من بين العشر الأوائل الذي أسلموا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجرت مع النّبي، هي وأولادها بعد وفاة زوجها أبو طالب، وقد حصلت لفاطمة بنت أسد عند ولادة ابنها الإمام علي عليه السلام، معجزة سجلها جمهور المؤرّخين، حتى أشدّهم عداءً للإمام، لأنهم -بكل بساطة- لم يستطيعوا إنكارها، أو حجبها نزولاً عند رغبات ملوكهم وسلاطينهم، فقد جاءها المخاض وهي حامل بالإمام (ع) اثناء طوافها حول البيت العتيق في مكة المكرمة، وهو حرم -يؤمن المسلمون جميعا- أنه بُني بيد النّبي إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، فكان أوّل مسجد بُني لله تعالى، وخُصص للصلاة في تلك البقعة من الكوكب. دخلت فاطمة بنت أسد عبر شقٍّ فُتح لها في حائط البيت العتيق الذي يسمى "الكعبة"، فولد عليّ عليه السلام داخل الكعبة نفسها.
 
بعدما تلقّى النّبي الوحي من الله تعالى، دعى فيمن اول من دعاهم الى الإيمان بالإسلام، زوجته خديجة بنت خويلد، والإمام عليّ عليهما السلام، فكان أمير المؤمنين أول من اعتنق الاسلام، وثالث مسلم بعد النّبي وخديجة زوجته. لكن بالرّغم من أنّه كان طفلاً، كان في إسلامه شيء مميز، فقد قال للنّبي أنه سيشاور أباه، لكنّه عاد بعد ساعات قائلاً للنّبي صلوات الله عليه: "إن الله تعالى لم يستشر أبي حين خلقني، فكيف أستشيره لأصدّق أنك رسول الله؟".
 
عاش الإمام برفقة النّبي، وفي منزله، فكان رفيقه، وابنه الروحي، معاونه وكاتبه وحامل رايته، وقد زوّجه النّبي ابنته القديسة الطاهرة فاطمة الزهراء، فصار سلام الله عليه صهره، وأبو السّبطين سيديّ شباب أهل الجنّة. إذاً فقد لازم الإمام النّبي ملازمةً تامّة، مذ كان في الخامسة من عمره، وحتى وفاته صلى الله عليه وسلّم. كان الإمام حينها في الثالثة والثلاثين من عمره الشّريف.
 
المميز في سيرة الإمام عليه السلام أن من يعترفون له بالفضل والعظمة، ليسوا فقط من أتباع ديانته، ولا من أولئك الذين يقولون أنهم على مذهبه، بل إن مسيحيين ويهود وهندوس وبوذيين ولا دينيين يعتبرون أنه من أعظم الشّخصيات في التاريخ البشري، ممن تسنى لها أن تمارس الإصلاح الفكري، وأن تطبقه عمليّاً على أرض الواقع، بل إن عظماء المفكرين والفلاسفة قالوا بلا تردد، إن اعظم إنسان على وجه الأرض، هو الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام، لأنّه كان الإنسان الكامل الذي اجتمعت فيه كل الفضائل الأخلاقية نظرياً وعملياً.
 

 

وقد كَتب في عظمته أهم كتّاب العالم، وأعظم مفكريه، حتّى أن الهيئة العامة للأمم المتّحدة أقرّت في العام 2002 وثيقة تعتبر فيها أن الإمام علي عليه السلام، هو أعدل حاكمٍ في التّاريخ البشري، كذلك اعتبرت أنّ وثيقة "رسالة الإمام إلى مالك الاشتر" أهمّ تشريع قانوني للحكم في التاريخ البشري.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى